التفات - عيسى الشيخ حسن

إخوتي
غادروا دفتر العائلة
واحدا ً
واحدا ً
تركوا كومة الذكريات ِ
على دكّة البيت
و مضوا نحو أيامهم
واحدا ً
واحدا ً
دون أن يأخذوا صيفهم من ثغاء الدوابْ
وكذلك أسنانهم
من شموس الضحى
والثياب التي نتبادلها
والرسوم على حائط ِ الأسئلة
وخزاناتهم
وانتظار الذين يغيبون عن وله ٍ في اليدين
إخوتي غادروا
تركوا نصفهم حاضراً
في الطريق إلى حقلنا
والمساء إلى بيتنا
و الصور ْ
وبإمكانها أن تصبّ العشاء ْ
أمّنا
غصّة ً غصّة ً
وتفكّر في سبعة ٍ تحت أنجمهم
غادروا
واحدا ً واحدا ً
والصحون التي تنزوي آخر المائدة
أكملت عدّهم
دون أن تحتفي بمساءاتهم
إخوتي نشوة ٌ من فضاء ٍ عَبَرْ
هجؤوا أول الدرب
يا صاحبي نحو أيّامهم
ومضوا
دمعة ً دمعة ً
في نشيد السفرْ