ذاكرة "فلاش" في مقبرة - غادة السمان

حين تتأجج ضحكاً وحياةً هكذا،
مثل شجرة لوز أزهرت فجأة بعناقيدها الضوئية البيضاء، أشعر
بالغصّات ، لأنك ذات يوم ستموت!
وذلك الوريد الذي أتحسسه وأنا أتظاهر بتقبيلك لن ينبض
ذات يوم، والتراب البارد يُغطّيه.
***
حين تغمرني بنكاتك وحرارة حضورك
وتجرّني من يدي لممارسة الضحك تحت المطر
أكاد أبكي،
وأنا أعي أن النمل والحشرات والديدان،
سترتع داخل هاتين الشفتين المشعتين قهقهةً،
وشعرك سيستحم بالوحل في أبدية النسيان
وأعي بهلع، أن حبنا الكبير
ليس أكثر من ومضة "فلاش" في المقبرة يعود بعدها كل شيء
ليغرق في الظلام...