فياغرا روحية - غادة السمان

حين التقينا كنتُ عجرية بلا مرفأ، وقلبك شاعر جوّال.
في الصيف أحببتك، حين كانت النجوم تهبط إلى البحر
لتستحمّ... وحين كانت النزهة على سطح القمر أمراً مألوفاً
وخطوة واحدة تفصل بين الروشة البيروتية والأفلاك، ما أسهل أن
نخطوها حين تكون يدي في يدك.
وكنتَ أول من اخترع الفياغرا النفسيّة... سكبتها في دورتي
الدموية بنظرة من عينيك العاريتين حتى قاع الروح، ومن يومها
وأنا أركض فوق ورقة الكتابة، فوق الخرائط، فوق الذكريات
الآتية، فوق جنون القلب، صيفاً بعد آخر، حبراً بعد آخر، نسياناً
بعد آخر، وأحبك!
أحببتكَ في صيف الأشواق المستحيلة،
واستمرّ حبنا إلى الأبد،
لأنه لم يتحقق مرة واحدة...
فهل الحب قمر صيفي، اكتماله إيذان بنقصانه؟
يا أمير الفياغرا الروحية العابرة للقارات، متى ينتهي مفعول
حبك؟