بطاقة من شتاد السويسرية - غادة السمان

أيها البدوي الجميل الذي يتحدّاني بصدقه. أربكتني حين
كتبتَ لي رسالة الأشواق بخط يدك مذيلة بتوقيعك، مع الختم
الخاص بمكتبك إمعاناً في التحدّي، وفي الحاشية هذه العبارة:
"إذا كان يمتعك نشر هذه الرسالة، فلا تترددي، وليكن ما
يكون".
سارعت إلى إحراق رسالتك خوفاً من الإغراء.. لماذا لم
تنجني من التجربة؟
أمعن هرباً إلى الثلج. تختلط وجوه أحببتها تتطاير نحو الضوء
ثم تذوب ويبقى وجهك الصحراوي المشعّ.
ترانا سنعرف معاً تلك اللحظات الهزلية العذية الصادقة الملقبة
بالحب؟
أم سأبقى امرأة وحيدة فوق الثلج، سعيدة بحكاية حبها مع
الحب وكراهيتها للحبيب؟