المدينة الزئبقية الضوئية - غادة السمان

مدينتان أنتَ،
واحدة في الذاكرة، والأخرى على سجادة الأرض.
واحدة تسافر في دمي بكل أشباحها الحقيقية،
وأخرى تتابع حياتها ببشر وهميين...
مجرد كتل مادية تركض بين النفايات الفاخرة المعلبة...
أحبك، لكنك حضور يركب قطارات الغياب ملوحاً بمناديل
الحواة...
فكيف ألقاك يا مدينة الشمس والزئبق والتفاح،
والجبال الشاهقة حيث يقيم الموتى الحاضرون والأحياء
الغائبون؟
اعتصمت بالنسيان فخذلني،
فللمدن وجوه وعتبات،
ووجهك كان وردة بحرية
مرّ بها أكلة لحوم البشر فالتهموها،
خلّفوها غصّة في الشرايين حتى مطلع القلب!