مصابيح لشجرة الميلاد - غادة السمان

هل لمحتَ أصابعي التي امتدت عبر قارتين،
لتعلِّق لك مصباحاً إضافياً ملوناً على شجرة الميلاد؟
لولا المحبة، لكان عمرنا جسداً محشواً بالخرق والظلام،
لولا المحبة، لكان أصل الإنسان ذبابة.
إذا فتحت كتاب البحر يا صديقي،
وقلّبت صفحاته موجة زرقاء إثر أخرى،
ستجدني كتبت لك عليها كلها بمراكب الأطفال الورقية:
ميلاد مجيد أيها القريب البعيد...
وإذا فتحت كتاب الزلازل،
سترى الأزمنة والمدن تنهار فوق رأسينا،
المهم أن تبقى يدي في يدك ليلة ميلاد سيد المحبة.
طفلان تائهان في ميتم العصر ومذابحه نحن،
عبثاً يلملمان الود عن غبار يتطاير في نسيج النسيان.
هل ابتسمتَ ليلة الميلاد،
ليشعر الضوء أنه في وطنه؟
ولتكتشف الوردة أنها امبراطورية سرّية؟
وليعود التنهد إلى مسقط رأسه في الدمعة؟
ولتتهامس النجوم على حضورك وتقول:
هذا هو القمر، فمَنْ المحتال الذي احتل مكانه في الأفلاك
منذ عصور؟
هل ابتسمتَ ليلة الميلاد،
أم إن الشمس صادقت شجرة الصنوبر من تلقاء نفسها؟
هل ابتسمتَ ليلة الميلاد،
فاكتشفت الشغاه كيف تصير أثيراً؟
وهل وشى بي الثلج وقال لكَ إنني ما زلتُ أحبكَ ؟