مدينة الهمس - غادة السمان

أعلن على الملأ: وطني محبرتي.
كل من يكسرها لصبغ حذاء غروره،
كل من يحاول اغتصاب أبجديتي لتلميع أوسمة هذيانه،
كل من يحاول تسوير جموحي في شوارعه المكهربة،
وإيداعي في أقفاص حديقة ببغاواته...
هو ببساطة خصمي الوحيد الأزلي بوجوهه المتعددة
المتوالدة.
لا. لم أنسَ شيئاً عن المقصّات التي طالما طاردت أجنحتي.
لم أنسَ جبروته على حطامي حين سقطت،
ومنادمته لقوتي حين خرجت من رمادي وطرت.
لم أنسَ أنه حاول اقتحام أسوار نفسي عبر ثغرة جرحي.
فهل نجرؤ ثانية على ارتكاب الفراق، أو اللقاء؟!!...
وهل نذعن من جديد لقرع الطبول الافريقية في القلب؟