نزيف في ذاكرة - غادة السمان

- من هو الذي يقتله أن يأكل أو يشرب أو ينام أو
يسترخي؟
- إنه الحب... وحده يقتات بالحرمان...
- لماذا افترقنا أيها الغريب؟ ذاكرتي تعاقب ذاكرتي!
- لأن الحب
هو المخلوق الذي يقتله أن يأكل أو يشرب أو ينام!
كي يحيا عليه أن يظل أرقاً وجائعاً وعطشاً ومحروماً،
وصعلوكاً حافياً على بوابات الحنين.
تلك الطرق كلها كانت تقود إلى النوم والتجشؤ العاطفي،
فحاولت أن أحفر مجرى يقود إلى الزلزال،
أُعبِّد درباً فوق الشلال!
مع الرتابة، تفقد الذاكرة ذاكرتها،
فلا تعاتبي ذاكرتك لأنك مضيت، فقد أهديتك بطاقة السفر
بنفسي...
وتوجتكِ بالفراق.
- يعود الضوء الحار ليشع من حضورَ في قلبي،
يفجر مناجم الأبجدية ذلك الضوء الدافئ على حافة الأبيض
والأسود.
كأيامي كلها معك، بين الغبار والأثير،
والتنهد التائه بين التنفس والبكاء... والقهقهة!
ذات ليلة
سأموت بنزيف داخلي... في الذاكرة!