معي دائماً... - غادة السمان

يا قارئي الذي يكتب لي مكسور الخاطر بلا مبالاتي،
لا تصدّق ورقتي البيضاء إلا من الرصانة.
فوق أوراقي غابات حزن وغموض ودوامات ألم وجنون
ومدن مسافرة داخل ذاكرة ترقص في شوارعها مهرجانات
الحرية.
فوق أوراقي وجوه لا تغادر دورتي الدموية لأمواتٍ ما زالوا
أحياءً عندي، وأمطار وقطارات ومطارات وانتحاب سري في
غرف فنادق أجهل أسماءها.
وكلما رميت بورقتي في سلة المهملات دُهشت، كيف يتسع
قشها لذلك الكون من الأحزان كله؟
أمدُّ أصابعي الضبابية عبر القارات لأشعل شمعة في ليل
غربتك...
فهل تراها؟