ماذا تبقى من فضائي - فيصل خليل

هل غادرَ الصوتُ الرَّمادَ..
ومرَّ ناراً
في قرنفلة الجسدْ ؟
ماذا تبقى من فضائي..
كي أكونَ غداً ؟
وماذا..
أبقى اجتياحي..
لاجتياحي
كم شهوةٍ..حملت رياحي
ذهبتْ غباراً..
قبلَ أن تصِلَ البلدْ ؟
***
ماذا تبقى من فضائي..
كي أكونَ غداً ؟
وماذا
أتجيئني الظلماتُ..
في نهدينِ من شمسٍ ،
وماذا
تركَ الكلامُ من الكلامِ..
أو الحُطامُ..
من الحُطامْ ؟
ماذا تبقى من رمادي،
كنتُ أشعلُهُ..
وأقتحمُ الظلامْ..
صدِّقْ رؤاكَ..
ولا تصدِّقْ..يا ولدْ..
***
ماذا تبقى من رؤاكَ
لكي تصير غداً ؟
وماذا
شكّلتها شجراً..
كتبتَ جراحَها ورداً..
خرجتَ من الرُّكام !
إلى الرُّكام !
ماذاتكذِّب ؟
أو تُصدِّقُ يا ولد..
هل بعدَ هذا النفي تشتعلُ الحرائق ؟
ويكونُ أفقٌ للبيارقْ ؟
ماذا تُصدِّقُ،
أو تكذِّبُ
أو تصدِّقُ.ياولدْ ؟..
هل في فضائِكَ..
فسحةٌ أخرى
لوجهٍ
أو جسدْ ؟
هل كانَ مفترقٌ أمامَكَ،
فاستطالَ الجرحُ ،
واتسعَ الأبد ؟
..هي خطوةٌ..
نحو الغبار أو الشجرْ
وهي التخُّوفُ..
والتشوُّفُ للسَّفَر
وهي انفلاتُ السَّهمِ..
من قوسٍ
يُشدُّ إلى الهدفْ
وهي الطريقُ إلى الهدفْ
هي ليلةٌ..
من كرنفال ،
أو صباحٌ من ندمْ
وهي الهتافُ ،
أو البكاءُ على العلمْ..
وهي انتظاري أن تجيءَ
وخشيتي..
أن لا تجيءَ
هي الحياةُ الموتُ..
والموتُ..القيامةْ
وهي السَّلامةُ..
والنَّدامةْ
***
ماذا علينا كي نكونَ غداً،
وماذا ؟
الأرضُ فرصتُنا الأخيرةُ..
ثمَّ ماذا..؟
من أين يأتي كلُّ هذا الضوء..
في هذا السراجْ ؟
من فكرةٍ تغفو..وتبقى ساهرة ؟
ومن النقاط..
على محيط الدّائرة
ومن ازدحام الأسئلةْ
كم مرحلةْ !..
كم مرحلةْ
كيفَ الوصولٌ إل انتهاء المهزلة ؟
ماذا علينا كي نكونَ غداً ؟
وماذا..
وإذن ،
علينا أن نجوعَ..
لكي يكون لنا طعامْ
وإذن ،
عيلنا أن نموتَ..
لكي يكونَ لنا قيامةْ
وصدىً علينا أن نكونَ..
لكي يكون لنا كلامْ !..
وإذنْ ،
علينا أن ننامَ لكي نصلْ
ولكي يكونَ لنا حضورٌ..
أن نغيبْ
وعلى البطلْ
أن يرتدي جسدَ الذبيحةِ
كي يكون هو البطل
( بطلٌ قتيلْ )
وعلى الذي سيحبُّ يوماً..
أن يكون هو الذليلْ !
وعليكَ أن ترحل
لتكونَ أنتَ العائد الأولْ
هي أمةٌ حُرَّةْ
لا تكسِرُ الجَّرةْ
ماذا تصدِّقُ ،
أو تكذِّبُ ،
أو تصدّق يا ولد ؟
هل غادر الصوتُ الرَّمادَ..
ومرَّ ناراً..
في الجسدْ
لا، ليس بعدُ،
وما يزالُ غدٌ بعيداً، أو قريباً
ولكي تكونَ غداً ،
أعدَّ الآن قائمةْ الغناءْ
وعليكَ ،
منذ الآن ،
أن تمضي..
لتجمَعَ ما تبدَّدَ،
أو تبدِّدّ ما تجمَّعَ
من جحيمٍ في خيالكْ
وعليكَ أن لا تلتقي أحداً..
يجيبُ على سؤالكْ
وعليكَ..
ما بينَ الخسائرٍ..
والخسائرِ..
أن ترى صدراً
يضمُّكَ في أنذهالِكْ !
وعليكَ أن لا تنكسرْ
وعليكِ..
أن لا تنتظر
وعليكَ أن لا يرتمي شجرٌ،
وأن تجدَ الشجر
للأرضِ..
أن تجد القمرْ
للبحرِ..
أن تجدَ البشرْ
للحُبِّ
أنْ تجِدَ التفتُّحَ للورودْ
وعليكَ أنْ تجدَ الملاءةَ
للنُهودْ
وعليكَ أن تجِدَ الخُطا..
وعليكَ..
أن تجدَ الطّريقَ..
لخطوةٍ أخرى..
لمِرحلةٍ..
تكونُ هي المطر..
***
لا، ليس بعدُ..
ولا تُصدِّقْ..
لا تكذِّبْ..
لا يزال غدٌ..
بعيداً ،
أو قريباً
سأقولُ للورق :
التئمْ شجراً ،
ويا ماءُ انبثقْ
من هذهِ الصحراءْ
سأقولُ للأطفالِ :
ألقوا بالكآبة..
واستعدوا للَّعبْ
سأقول للحرسِ الذي في الباب ؛
أو..في الرّأسِ..؛
ألقوا بالبنادقِ،
أو أعيدوها إليهم؛
خصمكمْ
هو خلفكمْ
وأقولُ للجسدِ الذي ابتعدَ :
اقتربْ
لا، لا تصدّقْ
لا تكذِّبْ ؛
ليس بعدُ..
ولا يزالُ غدٌ بعيداً،
أو قريباً
ماذا تبقّى من فضائي
كي أكونَ غداً، وماذا..
هل غادرَ الصوتُ الرّمادَ..
ومرَّ ناراً..
في قرنفلة الجسدْ
ماضيَّ..لا أحدٌ ،
ويومي لا أحدْ..
وعليَّ..
في هذا الفراغِ المُرِّ ،
أنْ لا أنطفىء
هي خطوةٌ..
وسأبتدِىءْ.