سَيَدْنُو الشَّاعِرُ النَّائِي .. - قحطان بيرقدار

تَهِيْمُ الرُّوحُ في ظُلَمِ المُحَالِ
وتَحْمِلُهَـا يَنَابِيعُ الزَّوالِ

وتَقْتَرِبُ السماءُ وليسَ فيها
سِوَى وَجْهٍ تَبَعْثَرَ في الهِلالِ

وتَنْأى كُلَّمَا ألْقَتْ شُمُوسٌ
حَرائِقَهَا على أرضِ الخَيَالِ

فَيَدْنُو الشَّاعِرُ النَّائِي رُوَيْدَاً
فَتَرْمِيْـهِ البَصِيرَةُ بِالنِّبَـال

فَيُصْبِحُ كالسَّحَابِ يَمُرُّ طَوْعَاً
عَلى أحْزَانِهِ مَرَّ الْجِبَـالِ ..

أرَى في الدَّرْبِ عُصْفُورَاً يُغَنِّي
وذِئْبَـاً هَائِمَاً بينَ التِّـلالِ

وَوَجْهَاً كَانْبِلاجِ الصُّبْحِ يَبْدُو
وَوَجْهَاً لا يَبِيْنُ مِنَ الظِّلالِ ..

أنا لِلْكَوْنِ مِرْآةٌ .. وَإِنِّـيْ
صَدَاهُ .. وَحَالُهُ صِنْوٌ لِحَالِي

وكَمْ جَاوَزْتُهُ يَوْمَاً وحَطَّتْ
وَرَاءَ فَنَائِـهِ تَعَبـَاً رِحَالِي

هُنَاكَ لَرُبَّمَا أمْسَكْتُ ضَوْءاً
وفَاحَ العِطْرُ مِنْ صَوْتِ اللآلي

أرَى وَلِرُؤْيَتِي الأعْمَاقُ تُجْلَى
ويَنْقَشِعُ الغَمَامُ عنِ السُّـؤَالِ

فَلا أسْرَارَ تَشْغَلُنِي ولكـنْ
أنا سِـرٌّ وَبِيْ كانَ انْشِغَالِي ..