لا شيءَ يَخْفَى .. - قحطان بيرقدار

بادٍ لِحَدْسِكِِ‏
ما أُخفيهِ مِنْ وَضَحِي..‏
مهما تكاثفَ ترتيلي لمعجزتي‏
في غابةِ الحزنِ‏
أو في غابةِ الفَرَحِ..‏
لا شيءَ يَخْفَى..‏
فَما واريتُ يَكْشفُني‏
وفي الكنايةِ بَوْحٌ‏
والمجازُ جَلاَ جُلَّ الحقيقةِ‏
والتَّشْبيهُ يَخْدَعُني‏
والرمزُ يَسْكُبُ كالمخمورِ صافيتي..‏
بينَ النُّجومِ تَراءى لي‏
وعَنْ كَثَبٍ‏
فوقَ الجبينِ وحولَ المُقلتينِ‏
وفي ليلي الجديدِ‏
كأنَّ الفجرَ يَسْكُنُهُ‏
لا رمزَ أوضحُ منِّي في مُحاورَتي‏
بَرْقٌ أنا يا ربابي..‏
يا انهمارَ دَمِي..‏
معنىً يُكوِّنُ في هذا الفراغِ رُؤىً‏
للِنحلِ.. لِلطيرِ... لِلأطفالِ...‏
والأَلَمِ...‏
* * *
جُرْحِي لجرحِكِ مَفْتُوحٌ‏
ويُرْعِشُني‏
بردُ التنُّبؤ بالمقدورِ‏
فارتعشي مثلي‏
لِنعرُجَ منْ مأوىً يُشرِّدنا‏
حتّى نرى في الأعالي‏
كيفَ تَمتزجُ الرُّوحانِ أُغنيةً أُولى‏
وتتبعُها الأقمارُ ساجدةً‏
مِنْ هيبةِ النَّغمِ‏
حتّى نرى وَجْهَنا في أَصْلِ دَمْعتِهِ‏
في أَصْلِ بسمتِهِ...‏
في أوَّلِ الدَّربِ‏
هلْ تنسينَ خُطْوَتَنا الأُولى‏
وهاجِسُنا مرآةُ أسئلةٍ‏
تهفُو لأجوبةٍ تهوي مِنَ القِمَمِ ؟...‏