مِنْ أجْلِهَا .. - قحطان بيرقدار

مِنْ أَجْلِهَا يَتفتَّحُ الوَرْدُ
ولأَجْلِهَا الأيامُ تَمْتَدُّ
والليلُ يُشْرِقُ وَجْهُهُ أَلَقاً
منْ أَجْلِها، والنُّورُ يَشْتَدُّ
هيَ عالَمٌ مازالَ يُدْهِشُني
فيهِ الَمَحاسِنُ مالها حَدُّ
رَحْبٌ.. مُثيرٌ.. ليسَ يُدْرِكُهُ
عَقْلِي، فَيَجْذبُهُ ويَرْتَدُّ
وأَتُوهُ فيها صَامِتاً، وَدَمي
يَغْلي، وقَلْبي نَبْضُهُ رَعْدُ!
والبَرْقُ في عينيَّ مُشْتَعِلٌ
والشِّعْرُ في الوجْدانِ مُحْتَدُّ
تيْهٌ إلى الخيراتِ يُرْشِدُني
والحُبُّ منْ آياتِهِ الرُّشْدُ..
* * *
تزدادُ حُسْناً كُلَّ ثانيةٍ
فإذا نَظَرتُ يُصِيبُنِي الجُهْدُ
وإذا غَضَضْتُ الطَّرْفَ يَحْمِلُنِي
بَحْرُ الخَيَالِ ويَبْدَأُ المَدُّ
صُوَرٌ تَراءَى لي على عَجَلٍ
حتّى كأنَّ جَمَالَها يَعْدُو!
تَتَفاءَلُ الدُّنيا إذا ابْتَسَمتْ
والبِيْدُ تُعْشِبُ، والرُّبَا تَشْدُو
والبحرُ يَحْلُو ماؤُهُ فَرَحاً
والكائناتُ يَلُفُّهَا السَّعْدُ
وإذا تَسَاقَطَ دَمْعُ مُقْلَتِها
يوماً، فإنَّ الشَّمْسَ تَسْوَدُّ!
* * *
حُبِّي لها في الليلِ يُؤْنِسُنِي
وإذا غَفَوْتُ فإنَّه المَهْدُ..
حُبِّي لها دِفءٌ يُلازِمُني
مَهْما تَفَاقَمَ في الشِّتَا البَرْدُ..
حُبِّي لها نَصْري على زَمَني
وحَضَارتي.. والعِزُّ والمَجْدُ
لولاهُ لمْ أَعْزِفْ على وَتَرٍ
وَلَمَا تَقَطَّرَ منْ فمي الشَّهْدُ
في جَوِّهِ الأقمارُ تَصْحَبُني
فإذا بَدَوْتُ كَهَالَةٍ أَبْدُو!
منْ وَحْيهِ أحيا بلا مَلَلٍ
في جَنَّةٍ ما نَالَها عَبْدُ
حُبِّي لها منْ أَجْلِهِ عُمُري
وَلأَجْلِنا الأيَّامُ تَمْتَدُّ ..