على جسور بغداد - قمر صبري الجاسم

أضيئي سراجَ الحياةِ
بعمركِ كي تُطفئيني
و صلّي على قبرِ مجنونِ ليلى
و لا تذكريني
و قولي كلاماً يحاورُ دمعي
إذا ما انطفأتُ لكي تُشعليني
و حين أتوهُ ببحرِ الأماني
و أزهقُ من تُرَّهاتِ الزمانِ
أغني العذابَ فلا تسمَعيني
أحلِّف عمركِ إن متُّ قهراً
و كنتِ النجاةَ فلا تنقذيني
و حين أجيءُ إليكِ سجيناً
وراءَ المسافةِ , أن تطرديني
إذا ما رأيتِ الكلامَ المقفَّى
بحزني عليَّ فلا تقرئيني
إذا هيؤكِ لقتلِ الأماني
و سجنِ المحبةِ في قصرِ بابلَ لا تعتقيني
أنا ألف شكوى .. و بلوى ..
أخافُ عليكِ فلا تحتويني
جُبلتُ بدمعي كقطعةِ حلوى
بها السمُّ أرجوكِ لا تأكليني
عقيمٌ دوائي , جبانٌ رجائي ,
وعلقمُ مائي زلالٌ
فلا تشربيني
أمانةَ قلبكِ صوني الأمانةَ
إن غبتُ دهراً فلا تسأليني
إذا كنتِ شمسَ الورودِ ,
شهادةَ حبِّ الحياةِ انكريني
إذا تهتُ مني , تغرَّبتُ عني ..
و كنتِ الهويةَ لا تعرفيني ..
إذا راودوكِ على قتلِ نفسي
و قد كنتِ نفسي فعنكِ اخلعيني
و لا تتحدّي الزمان لأجلي
فلستُ جديراً بأن تخسريني
لأني انكويتُ بناري , و زلزلتُ داري
و هيأتُ قبري فلا ترحميني
كليمةَ قلبي
أنا منبعُ الحزنِ لا تُسعديني
و داءٌ عضالٌ
يصيبُ حياتكِ منها ابتريني
إذا حاكموكِ بذنبي /اشنقيني
و إن حاصروكِ بفقري /احرقيني
لأني كسرتُ التقاليدَ عمداً
فصار لزاماً بأن تصلبيني
لماذا تحدَّيتِ كل الفوارسِ كي تمتطيني
و قدَّمتِ عمركِ هذا فداءً
لكي تمنحيني
ذُبحتُ كثيراً و لكنَّ موتكِ هذا
لأجلي يفوقُ احتمالي
لماذا تصرّين أن تذبحيني
رحلتِ فداءً لأحيا ذليلاً
بمنفى الحياةِ
و كم قلتُ ليتكِ لم تفتديني
توضأتُ كانت دماؤكِ مائي
و صلَّيتُ بين أكفِّ الرجاءِ
بكيتُ بكيتُ
لماذا بربكِ لم تحضنيني
تخلَّيتِ عني , تبرَّأتِ مني
و قبل مماتكِ لم تتركيني
بربكِ لم أدنُ منكِ احتراماً لحبي
و ها أنتِ قربي فلا تحرميني
دعيني أقلْ بعض ما لم أقلْ
و أفرغُ ما كان يُخفي حنيني
دعيني أقبِّلْ بريقَ الشفاهِ
لعل الحياةَ إليكِ تعودُ
دعيني ..دعيني
أنا مت قبلكِ و الآنَ بعدكِ
ليس لأنكِ مت لأجلي /
فلا تشكريني
رفيقةَ موتي اعذريني ..اعذريني
لقد راودتني الحياةُ عليَّ
فلم أعتنقها
و لم تشتريني .
كالوردِ في شَعرِ أنثى ,
تجمِّلُ وحدتها للقاءٍ عقيمٍ