لها - قمر صبري الجاسم

لها .. كلُّ طَلْقةِ وحيٍ
بأوجاعِها الشاعرهْ
و ليست تعادلُ صرختها
حينَ عذّبتُها في مجيئي
.. و لا طلقةً عابرهْ
لأمي سريرُ القصائدْ
حَليبُ المعاني
و قمّاطةُ المِحبرهْ
لها قُبلةٌ تُسكِرُ الأنبياءَ
و صدْرٌ عذاباتهُ مفْخرهْ
وكفٌّ تهزُّ سريرَ الفراقِ
و قلبٌ لأوجاعنا مقبرهْ
و مِنْ حزنِها الأرضُ تصنعُ دفئاً
و مِنْ شِعرها ليلةً مُقمِرهْ
و مِنْ دمعِها "غيمةً" لا تجفُّ
و مِنْ صبرِها "غوطةً" مثمرهْ
و مِنْ شوقِها تستمدُّ الأمانَ
تخفّفُ عنها الذي قد جَرى
لمَنْ وجهُها مُشرقٌ بالدُّعاءِ
و عينُ احتمالاتِها ممطِرهْ
و منها استحتْ أنْ تنامَ السطورُ
إذا كسّروها ..
و أنْ تكتفي:"ضاعتْ المسطرهْ "
تُناشدُنا و بملءِ الحنانِ
لماذا الحنينُ غدا مجزرهْ !!
تُعلِّمنا دمعةَ الكبرياءِ
و أنَّ السكوتَ عنِ اليأسِ جُرمٌ
و أنَّ انتصارَ الأنا " مسْخرهْ "
و كيف التثاؤبُ في الحُلْمِ عَيْبٌ
حرامٌ إذا ما وقفنا " ورا "
و أنْ نقطعَ السيفَ بالوقتِ كي لا
تضيقَ بنا أرضُنا الخيّرهْ
و خيراتُها تستردُّ الحصادَ
لئلا تصيرَ بِنا مُقْفرهْ
و لا تكتفي بجنانِ الحياةِ
و تُدخلنا جنَّةَ الآخرهْ
على صدرِها يرجعُ الكَهْلُ طفلاً
كأنَّ عباءَتَها ساحِرهْ
سريرُ احتضاراتِها ملعبٌ
و ضحكةُ دمْعتِها سُكَّرهْ
خريرُ ابتهالاتِها دافئٌ
عِتابُ ابتسامتِها مغفرهْ
و لو يُدفعُ المالُ في حُضنِ أمٍّ
لكان اليتيمُ الألوفَ اشترى ..
أقدِّمُ عنْ كلِّ مَنْ عذَّبوها
و أولهمْ لهفتي , المعذِرهْ
لها.. دون كلِّ الذينَ
عشقتُ بلاغَتَهُمْ في الحنينِ
و أسستُ مِنْ صبرِهمْ مقدرهْ