بعدَ الألفِ القادمِ للذكرى - قمر صبري الجاسم

في سُرَّةِ أحلامي خيطٌ مقطوعٌ
منذُ ولادة ِ موتي
عندي في مقهى النخَّاسينَ حصيرةَ عُهْرْ
و كرَاسي ليسَ لَها أقلامْ
عندي عَلَمٌ مرفوعُ الأقدامِ إلى اليأسْ
و نشيدٌ وطنيٌّ مبتورُ الأحلامْ
طفلٌ
من ذاكرةِ الشمسِ وُلدتُ
و والدتي الأحزانْ
أوَّلُ صرخةِ آلامِ كانتْ
منذ الألفِ السابقِ للموتِ
قصيدةْ
لا أعرف أن أتهجّى غير وداعي
في سجنِ الحرية ْ
إني مسجونٌ مِنْ أولِ قطرةِ ماء ٍ
في بغدادَ إلى النيلْ
و أنا العبدُ بلا أجرٍ
إلا آلاف الأحلامِ المقتولةْ
ذنبي أني أتقنُ حرفَ الضادِ
بكلِّ صراحةْ
أتقنُ كيفَ أدلّلُ أطفالَ النار ِ
و أعرفُ كيف أمشطُّ صبغةَ أحلامِ الخيلِ
أفرِّقُ بيَن الرملِ و بين اللؤلؤةِ العنقوديةْ
لا أعرفُ ما اسمي
لا أعرفُ شيئاً عن تاريخِ الأجدادِ
عروبتِنا ......
قوميتِنا !!
أفتحُ بابَ اليأسِ على مصراعيهِ لكي لا
ينظُرَ قلمي مِنْ قفلِ البابِ إلى الداخلْ ..
أعبرُ مِنْ أروقةِ الذكرى
و أُشاهدُ كلَّ المرتزقةْ ,
قطَّاعَ الطرقِ المأجورينَ لبّتْرِ الأيامْ
الشمسَ الغافيةَ على سطحِ اليأسِ
و تلتحفُ الأحلامْ
تلفحُني ريحُ الغربةِ في بلدٍ
أسمعُ صوتَ نعالي فوقَ أراضيها
كقصيدةِ نايٍ
تُعطيني البشرى أني لا أستوطنها
بلْ كانتْ ....
في يومٍ أرضي !!
هل كان لنا أرضٌ ؟؟؟؟؟
لا أعرفُ ....
ماذا كنا !!!
أينَ ؟
لماذا ؟؟
كيفْ !!!
من رمّمَ جثَّةَ لوعتنا
حتى نتعذَّبَ أكثرَ حين نراها
ماذا حلَّ بأهلي ؟
هل لي أهلٌ ؟!!
هل كانتْ لي عزوةْ ؟
مَنْ نحنُ لماذا يقهرنا
أصحابُ الأرضِ
و مَنْ همْ حتى يمتلكونَ الشمسَ
و كلَّ الكرةِ الأرضيةْ ؟؟؟
ستكتب بعد الألف القادم ……