بعد التحرير - قمر صبري الجاسم

أشعلي الشمعَ
و استقبلي ضيفَ هذا المساءْ
إنهُ عيد حريّةٍ كلّفَتْنا دمانا
أحضري مِنْ طريقِ المرايا حجارتَها
كي نعيدَ الكلامَ عَنِ الكبرياءْ
مِنْ ثماني سنينَ
تورّدَ خدُّ الأملْ
صارَ للشمسِ نورٌ
و للبدرِ عيدٌ
يطلُّ على شرفةِ العمرِ كلَّ مساءْ
قبلَ ثماني سنينَ مضتْ
لمْ يكنْ للأماني خريرٌ
و لا للورودِ
و ما كانَ فيها ضياءْ
قبلَ أنْ تشرقي
في حياتي التي
لمْ أعشْها ..
و ما كانَ فيها رجاءْ
كنتُ في عمركِ الآنَ
أحملُ روحي على راحتيْ
كي ألُمَّ الحجارةَ للصبيةِ الأشقياءِ
بمنديلِ أمي المكسَّرِ
كنا ننادي بصوتٍ قويٍّ
فلسطينُ سوفَ تعودُ و عادتْ لنا
قد هَدَمْنا الجدارَ
الذي عمَّروهُ على قهرِنا كالوباءْ
لملمي الكفَّ هذا سلاحٌ يعلّمُ فنَّ القتالِ /
- دعيني أنا لا أريدُ السلاحَ ..
أريدُ أنا دميةً .
ثمَّ تبكي ..
آهِ يا ابنةَ روحي اعذريني
نسيتُ بأنكِ طفلٌ لَهُ الحقُّ أنْ
" يتمرجحْ " /
و يلعبَ في ملعبِ الشمسِ
حتى يحينَ الحصادْ
في مهبِّ القذائفِ كنا نروحُ
إلى المدرسةْ
الحقيبةُ كانتْ دفاترُها مِنْ حجارةْ
لم نكنْ آمنينَ على دمعِ أيامِنا
مِنْ مناديلِهمْ
كمْ شهيدٍ حملنا على ظهرِ أحلامنا
ليسَ في نيَّتي أنْ ألوِّنَ الشمسَ لا
إنما اليأسُ مِنْ
عَمَلِ الجنِّ فاجتَنِبيهِ لكي نتَّفقْ
إنَّ ما مرَّ في
ذكرياتي دعاني لهذا اعذريني /
و أبكي ..
- سوف لَنْ يطلعَ الصبحُ
دونَ شراءِ الذي ترغبينْ