العتبة - كمال خير بك

الفراغْ
صنم يزأر في صدري
ودنيا تتهدم
وأنا، بين الحروف السود،
أعمى القلب، أبكم
جبل من جثث الاطفال ينهار على وجهي ..
أيا وجهي تكلم
يبس الحرف بأعماقي ومات
عاجز أن يحضن الموتُ الحياة :
عند العتبه
ذئب ثلجي الانيابِ
يتمدد كالبحر الطامي
ويحطم أقفال البابِ.
عند العتبه
قلبي يركع، يبكي
يسأل عنك
يا بنت النار الوحشيه -
يا كلماتي اللامرئيه.
عند العتبه
عشر سنين مجنونه
وشراع مكسور الصاري
لا ضوء يداعب أشعاري
غير الاشباح الملعونه.
من ينابيع الظلام المستطيله
كنت أنساح على الاسوار والصفحات
كالحمى، كاعصار جريح
كان لي جيش من الاسماء - أسمائي الجميله
خَلعتْ، في دربها المسلول،
أكفان المسيح
ثم ضاعت في زقاقات المدينه.
مالح طعم الاعاصير الحزينه
مالح صوت العصافير على شباك بيتي
حطمي الشباك، يا آلهة الشعر، وهاتي
زندك العاري الجميل
أيقظيني، ايقظي الاشعار في صدري الهزيل
حطمي المرساة في قلبي، وهاتي
زندك العاري الجميل
أيقظيني، ايقظي الاشعار في صدري الهزيل
حطمي المرساة في قلبي، فقلبي
راهب يلهث في جدران صمتي :
سألوني عن صمتي الاكبر
عن رب مغرور أسمر
يتمزق في قلبي الدامي
ويقوض أجمل ايامي.
سألوني، والحرف الاسود
مشلول يرقص في معبد،
عن جرح يكتب في وجهي
ألغاز المطلق والكنهِ.
منذ بدء الارض ما زال السؤال المستحيل
يقرع الابواب جيلا بعد جيل
والعبيد الخائفون الجائعون
يأكلون الصمت، في الليل الطويل.
كم شتاء سوف نبقى راكعين
تحت ثلج اللغز والعتم الثقيل
نتلهى بفتات الانبياء
نتدفّا ببخور الاتقياء
بالذي تلقيه للارض السماء.
كم شتاء، كم خريف، كم ربيع
سوف نبقى،
أغبياء القلب، حمقى
كالقطيع،
نعلك الجمر، ونجتر الصقيع.