سراب الرؤيا - كمال خير بك

أودُّ، يا وهران، أن احتمي
في وهج عينيك
أن أرضع النيران والاخطار
من نبع نهديك
فانني عطشان يا وهران
عطشان للرؤيا
تنداح تنداح كالتنّين، كالاعصار
من رف هدبيك
فأنتشي بالقبرِ أو أحيا
ينمو على جرحي صدى صرخةٍ
وحشية الصوت
تسوقها أظافر السفاح
بالرعب والموت
فينطفي، من هولها، المصباح
ويختفي بيتي
سريري الان بلا جدار
بلا ستار
يحضن عريَ الارض والقدر
يعانق الثورة والثوار
كأن سدَّ الصبر بيننا انكسر
كأن خزّان الدجى والصديد
مر به الجنون فانفجر
وانساح منه الحقد والعذاب
يعبر كل باب
ليوقظ الجليد، والعظام، والتراب.
السيل يجتاح الذرى والحدود
يدفع أشواقنا الثائره،
أشواقنا المجنونة الكافره
حيث الوجوه السمر والنهود
فوكه معسولة للجنود
حيث النساء الحلوة الطاهره
وأعين الشيوخ والاولاد
بيارة خضراء للجراد.
يا سيل، لز الارض واختصر
مسافة الارضِ
بكل ما أوتيت من بغض،
وحطنا في زحمة الخطر،
في لجة الجراح
فاليوم يوم البعث والكفاح
لنسرج الصبر الذي صدنا
زنركب الخوف الذي هّدنا،
الى جحيم الفتك والانتقام
لا كان هذا السلام
لا كان هذا السلام
سلامنا الا يكون السلام
مقابراً لشعبنا
سلامنا أن يرحل التتر
عن أرضنا
أن يولد القدر
من سيفنا.