البكاء - كمال خير بك

أبكي غيابك أم غيابي
وجوادك الفضي يصهل عند بابي ؟
أبكي ويرد عني الصهيل :
انت المسافر في عذابي
وأنا القتيل.
أبكي و لست عليك أبكي
بل على وطن عثرت عليه في أشلائك
المتبعثره.
أبكي وقد مر السنونو،
وامتد حقل الحزن من صوتي إلى كل الخيام
وشرعت أسأل: من يكون
هذا المهاجر في قطار المجزره ؟
وصرخت: لا، لا تمنعوه من الرحيل
وقد خشيتم من يديه على السلام !
بل صادروا دمه الخصيب، وحزنه الرائي،
ولا تنسوا حقائبه القديمه
فلقد رأيت بها خريطة ذلك الوطن التي
ضاعت، وصار مجرد البحث الخجول بها
جريمه !
أبكي، وأنت الفارس الطاغي
الذي ينفي البكاء
ويعلم الدمع المهاجر أن يعود الى الجفون
ليصير أجراساً من الرعب الجميل
تعلو وتعلن فوق وديان الجليل
زمن الترد و الفداء -
زمن الجنون.