الأب الضال - لقمان ديركي

يلمعُ في الظلام
ويأفل في الضوء
وحيثما كان
ستجدينه محاطاً بالكراهية
وتعبرين
على رصيف
يلمِّع الأحذية
وخلف زجاج المقهى
يقرأ جريدة البارحة
في الزحام
سيرتطم بكتفكِ
وستأخذين معكِ
رائحة الخمر
وعينيه المليئتين بالدمع..
وتعبرين
يبيع الجرائد التي تشترين
والعطر الذي تضعين
ستلمحينه
يتأبط فتاة قبيحة
وبشعره الطويل
ستجدينه يعانقُ فتاةً جميلة
وتعبرين
يشرب القهوة مع الطلبة
ويتحدث في الندوات
وخلف قضبان السجون
ستلمحين ما يظهر من وجهه
وتعبرين
وراء شبابيك الجيران
تحت الجسور يتقي المطر
أو يبيع كتبه القديمة
في المراكز الثقافية
يقرأ الشعر
وفي البارات
يحادث السكارى المتعبين
تحت أسّرة الغرباء
وفي خزائن النساء الخائنات
ستلمحينه..
وتعبرين
الكلمة على طرف لسانكِ
الغصة في حلقكِ
الفكرة الضائعة في بالكِ
كوابيسكِ.. أحلامكِ
والهالة المحاطة بالكراهية
ترينه في المطاعم
يحاسب عن كل الزبائن
وفي الشارع
يستدين من سائق التاكسي ثمن الطعامْ
تحت سقوف التوتياء
وفي الصالونات الفخمة
تحت المطر
وبين المتملقين
وتعبرين
تحت رفَّات شعركِ
وبين أنفاسكِ
في الملاهي والشوارع
في المقابر
في ذكريات المسنين
وأنين الرضع
ودفاتر المراهقين
في كؤوس السكارى
وورود العشاق
وتقارير المخبرين
هُوَ.. هُوَ..
وبإصبع ثابتة . .
ستشيرين
وبفم ملآن ستقولين
هذا هو أبي .