في شارع طويل - لقمان ديركي

-1-
ها أنذا عجوزكِ
تجاعيد ُ و جهكِ
و ارتجاف الكف
ما تبقى في القلب
و ما سِلمَ من العطب
عجوزكِ المستوحش
السائر و حيداً
دون عكازِ ٍ في هذا الشارع الطويل و دونكِ
-2-
أعمى أهوائك
الذي تقودينه مع كل طائرة إليكِ
عارفاً أنك لست لي مجدداً
و أن الشارع الذي تعبرين يجهلني
أعمى أمام جسدكِ
خائبٌ في المطار
و الصديق الذي يسألني عنكِ ..يؤلمني ..
-3-
أعرف من يعانقك الآن
و أعرف كيف يستغرب عرق كفيك الغزير
عرق المودة الذي بلل كفي في الصالحية
و باب توما
و شعركِ الذي بكل الصفات
فمكِ البريء و الشهواني
ساقاكِ و صدرك
كم كان علي أن أعلمك كي يحبك الآخرون
كم كان عليَّ و أنا ألمس كفكِ أن أعرف
أن خاتمي - منذ زمن بعيد - قد خرج من إصبعكِ
-4-
في أي و قت تستطيعين الدخول اإلى البيت
لأن الباب يحنّ إليكِ
و الجرس يشتاق لأصابعكِ
و في أي وقت ٍ تستطيعين
الجدران تحبكِ
و الممر و الكراسي
مقبض باب الغرفة سعيد و أنِ تديرينه
و الغرفة أيضاً
الشبّاك يحبكِ و الخزانة و الكتاب المفتوح
بجانب السرير
و من الزاوية سأنهض للقائكِ
و من أجلهم جميعاً سأقبلكِ
و لكنني .. يا الله كم أكرهكِ
-5-
أيها القلب
تستطيع أن تمحو الأثر
أن تقف تحت المطر و تضحك كأنها متعة
تستطيع أيها القلب
كما لا يستطيع أحد
أن تضحك كما كنت تفعل دائماً
كما لو كان هناك من يشدّ أزرك
كما لو كان هناك من يحبك
-6-
مهما كنتِ بعيدة سنلتقي يوماً
و ستركضين لعناقي في حضور الزوج أو الوالد
و إذا لم تفعلي فيا للخيبة
كانت سنوات الحب كأي سنوات
-7-
في بلاد غريبة
و أنتِ تجتازين شارعاً غريباً
أتألم و أنا أتخيل شخصاً سواي
يخافُ عليكِ من سيارة طائشة
-8-
ضجرَ شارع البيت مني
و الشرفة
و الزهور على طرفي الدرج
الشمس أيضاً ملّت مني
أنا ملقط الغسيل
المطبق منذ الصباح على قميصك الجاف
-9-
أحبكِ
كما لو أنك الصفحات الأخيرة
من رواية رائعة
-10-
ستأتين
و من عجلتكِ سترمين معطفك على الكرسي
و تركضين إلى الغرفة
ستجدينني خلف طاولتي أفعل شيئاً
دون الدهشة لقدومكِ
أو ضحكة المفاجأة
بل إنك ستجلسين بجانبي
دون أن أنتبه لوجودك ِ
و سترين بعينيكِ
كم من الصعوبة ألاقي
و أنا أحاول لصق صورتكِ الممزقة .