رجل أعزل - لقمان ديركي

في هذا الضجيج
من أنتَ كي ترمي السلام
من أنتَ كي تعانق روحي الخائبة
في هذا الزحام
أعد لي صخب الماضي
ولا تعنّي
لا تساعد عظامي المكسورة
ولا تنفخ في ذبول روحي
من أنتَ كي تدافع عن وجودي
دعني ألمسُ وحشة المشهد أمامي
من أنتَ كي تمسح بكائي
وكفُّ من هذه التي تربتُ على كتفي
أي ضجرٍ هذا وأنا أرمم ثقوبه
وأي خراب أحيله إلى مدينة وناس
كم أنا غريب فوق هذه الأنقاض
خُذ غبطة الأيام
خُذ بسمات الأصابع
ومصافحات المودة
خذ عني ماء السعادة الأولى
وضحكات الطفل الذي كنت
والحروف الأولى.. والحليب الأول
وامنحني ضجيج المصافحة الحقة
وضغط الكف على الكف
وقبلة المودة والعناق
خذ قلق الصبا
ورحلة الألق في هذا العمر الضيق
لحظات الفرح وضجيج الأيام
وامنحني لحظة الحقيقة التي يخالطها الألم
وتودي بي إلى السكينة البيضاء
سكون النفس تحت تراب الخلود
كم أنا رماد فوق هذه الأنقاض
رواق 1/3/1997
دائماً كنتُ ألهثُ خلفك
ثم أستحوذ عليك
ثم كنتُ أضيعكَ
وكنت جميلاً دائماً
ولكنك كنت أجمل
كلما كنتُ أضيّعكَ
أيها الحب
الرواق 30/12/1996
في مطعم بائس
أنا وصديقي الشاعري اليائس
طلبتُ كأس ماء من النادل
فأتى وقال وهذا كأس ماء من أجل الحرية، ثم جاء آخر وقال من
أجل عيون الحرية اطلب ما تشاء.
وحدثني نادل عجوز بأسى إننا هنا جميعاً نحب الحرية.
خرجنا أنا وصديقي الشاعري المذهول
والمعبأ بأمل وبحلم رومانسي
خرجنا وأنا أفكر
أن كل العاملين في هذا المطعم وبالصدفة
يشجعون فريق الحرية لكرة القدم
لاتيرنا 21/10/1998
إنه يوم آخر يمضي
في غمرة الكراهية
ستمضي كل الأيام
وسيمضي يوم الحب أيضاً
وسأبقى أتذكر
أن علم الحب الذي غرسته على صدركِ
حرَّكتهُ رياحُ سواي
الرواق 14/2/1999
ليس هناك ما يشفي الغليل
الحجر رخو تحت قدمي.. وحدي
وأنت قلقة
ربما مني وليس علي
أعود وفمي يدندن بأغنية تحبينها
وأعرف أنك ستسألين وتغضبين لغيابي
وأعلم أيضاً
أن الحقيقة ليست سوى عذراً باهتاً .. دائماً
الرواق 23/2/1996
إلى رامي ملوحي
صديقنا الجلف وأنتِ
نحدثكِ عن روسيا والعالم
وصديقنا مشغول مع أناس تافهين
صديقنا السوقي
فنحكي معك عن بوشكين ورامبو وبولغاكوف بينما ينغمس بملذاته وهو
يستمع إلى جورج وسوف
صديقنا البليد
فنراقصكِِ
ونتحدى بك الراقصين الآخرين
صديقنا الذي نحب
ونكافح من أجل أن تظلي كما أنتِ
تحبينه.. وهو جلف وسوقي وبليد
30/5/1999
ليتكِ كنتِ بجانبي الآن
مثل المخدة واللحاف
والسلم الغبي المفضي إلى لا شيء
والباب الذي أوصدتُه بعناية
والسرير.. والسرير الآخر
في هذا القطار
ليتكِ كنت بجانبي الآن
في غرفة منامة في قطار
يعدو سعيداً في بلاد متخلفة جداً
قطار حلب دمشق 22/3/1999
كنا نتحاسب بشدة
على ثمن الفاتورة في المطعم آخر الليل..
دون أن نأكل اللحم
أنا وأصدقائي في حلب
وكنت أتضايق
لأنهم يطلبون مني خمس ليرات إضافية
والآن.. آتي إليهم من دمشق
نسهر.. نشرب العرق
ونأكل اللحم على غير العادة
يطلبون مني بشدة.. ألا أدفع.. لأنني ضيفهم
فأفرح
ثم يتحاسبون بعد ذلك بشدة
في المطعم.. آخر الليل
قطار حلب دمشق 22/3/1999
وأنا مرتبك أمامك
مرتبك جدأً
كجندي يرتدي لباسه العسكري
للمرة الأولى
دمر 1988
وإنني أمامكِ الآن
للوهلة الأولى
مثل ملاكم أشقر
وقع بين براثن
ملاكم زنجي
20/4/1999
كيف تستطيع أيها الحقير
أن تقف خاشعاً
بجانب امرأة لا تحبها
في كنيسة قديمة
يوم الأحد
دمشق 13/4/1999
لماذا
أقنعتِ من تحبين
بأنك ما أحببتني يوماً
لماذا علي دائماً
أن أراقب وجهه المذهول
كلما ذكرتُ قصة
فيها .. ولو قليلٌ
من الحب .. ما بيننا
مرمر 25/5/1999
إنني مثلك أيها الله
الجميع يحبونك
ويخافونكَ
ويخشعون عند ذكر اسمك
ولكنهم.. بكل بساطة
يرتكبون بحقكَ كل الآثام
دمشق 13/8/1998