Hèmitage - لقمان ديركي

-1-
أنت لن تمشي اليوم
لن تستطيع
فلا تؤخرني أيها الحب عن الحب
ليّ كلام عنك فانتظر
أنت لن تمشي تحت المطر اليوم
لن تستطيع
فدعني أتبلل وحدي
و دعني أرتجف
فان أتأخر أيها الحب
و لن أدّونَ كلاماً على شجر
أو أترك شيئاً يذكَر بي سواك
و ما من أحد ليتذكر سواكَ
ما أريد ليس كلمة وبعدها يكونُ الرضا
ليس كالحقيقة و لا ناصعاً مثلها و لا حاسماً
فلا تسألني متى
إنه قرار الله
و لا تؤخرني أيها الحب عن الحب
و لا تخرج الدمى من جيب سترتكَ
و لا تضحك
و لا تقل إن الغربان البيضاء تحتاج لثلجٍ أسود
و لا تغلف كفيكَ بالصوف و وجهك بلفحتي
الخضراءَ
قفْ على الناصية الأخرى ة دعني لا أراك
لا تأت في حُلمي
لا تطرق الذاكرة
و لا تؤخرني أيها الحب عن الحب
لا تلُحْ مع الشمس
لا تتساقط مع الثلج
و لا تأتِ مع الريح او المطر
إنني ماضٍ إلى الحب
فلا تؤخرني أيها الحب عن الحب
سان بيتر بورغ
1993.1.15
-2-
سان بيتر بورغ هلوسة مخلوطة بفوضى
أشخاص ضربوا الأبواب بأقدامهم
و اغتصبو أمهاتهم في الظلام
ثم ناموا مرتاحين
سان بيتر بورغ حركتكِ داخل المدينة
و طيفكِ قرب الأرميتاج
أمشي محاذياًُ النهر
مستعيناً بضوء الثلج و لا أحد
وحدكِ
و تماثيل الأرميتاج حاشيتك
سان بيتر بورغ
1992.2.20
-3-
اشتاق إلى سترتك الملونة و ضحكتك
أرقب المدينة ليلاً
أرى الضوء و هو يسقط على الأرميتاج
أمرُّ قربه ليلاً و أتخيلك تنتظرين
لكن لا شيء سوى التاريخ و هو يهذي
داخل جدران الأرميتاج
سوى التماثيل و هي تستل السيوف
و تتحارب بعد أن يخرج آخر حارس
مغلقاً خلفه الأبواب
سان بيتر بورغ
1992.12.22
-4-
لأننا محض أعصاب تتبارى في التلف , محض روحين مخربتين ,
اتذذكرك كل الزمان و أعضّ أعماقي المهدمة
ندماً موحشٌ مثل فراشٍ باردٍ لا ينام فيه أحد
الممرُّ طويلٌ و معتمٌ دونك , بحاجة ليدكِ و فمك و شعرك , لطيفك و
هو يلومني أو يصرخ فيّ ,
لكنك لا تفعلين لإعجز أمام سكونكِ.
أيها الخطأ يا مساهري نمْ .
نامي أيتها الذنوب و استيقظي مع صباحي
فما تركته مجرّد عظام , مجرد عصب خال من الشفقة , مجرد يد
ربتت على كتفي و بقية هكذا طيلة العمر تشي بالمغفرة و توحي بالملام
, نامي أيتها الذنوب فليس في بالي سوى كف أخيرة لوحت من خلف
نافذة أخيرة لغيابي , ليس في بالي سوى نافذة , افتحها كلما شئت و
أيتما كنت لأرى الشام , نامي أيتها المرأة نامي فذكراكِ مدماة و
هجرانك أعمى , نامي أو ضعي نقطة بجانبي , فلست سوى شخص
بلا شفاهٍ أو عيون , بلا بريق ٍ أو بل وردةٍ
على الطاولة , بلا صباح الخير من فمٍ محب , بلا ورق للكتابة ,
بلا جرس يرن .
لست سوى خراب , اتفاق شخص على شخص , بقايا سعادة تمر
في البال و لا شيء سوى المارة
و صوتهم للحظة العبور من أمام الباب , صوت الضوء و برد ,
أتذكر يدك و أحزر مالذي كان يدور في بالك
و أنتِ تخربين القصة هكذا
أحسدكِ على الشام
أحسد الشام عليكِ
فنامي أيتها المرأة نامي
و لا تحكي لأحد ما فعلنا
و لا تتذكري شيئاً
لقد ضيعنا خواتمنا أيتها المرأة
فما جدوى أصابعنا بعد .
سان بيتر بورغ
1992.12.25
-5-
أول من يأتي إلى موعدنا أنتَ
و دائماً أتأخر
تعرف أي ورد أحب و تحضره
و تعرف أي الألوان
تنشر حولك الظلال و أنت تنتظر
فتحبك الظلال
و تحبك ألوان ملابسك
الورد في يدك يحبك
و المارة أيضاً و هم يرونك تنتظر
تحبك المباني حولك و السيارات العابرة
و الناس الداخلون إلى مبنى البريد و الخارجون
أحبكَ أنا أيضاً و أنا أتخيلك تنتظرني
أحبكَ و أنا أفكر
مرة أخرى لن أستطيع المضي إليك
موسكو
1993.4.20
-6-
بعد الحب
ما جدوى ما بيننا
فلست سوى جسرٍ يقودك إلى الهاوية
و روحي أشد ظلاماً
أقول الآن
أستطيع أن أطرد الجميع من بالي و أطردك
و لكنكِ تستطعين البقاء أكثر
أرجوكِ .. تستطيعين
موسكو
1993.4.3
-7-
شَعركِ في الدفتر مثل ورقة شجر
اليوم ممكن أن أراك و مستحيل
في حانة قرب الأرميتاج
قال لي سائح عابر إنك لم تعودي لي , و كان
لا يعرفني و لا يعرفك فصدقته
و فكرتُ أن ما بيننا سكة قطار مكسرة
و شَعرٌ يحترق في دفتر
و عشرات المدن
و كلها ليست لي
و كلها تؤدي إلى امرأة لم تعد لي أيضاً
منذ زمن بعيد
كما قال لي سائح عابر و سكران .