الملك - محمد الماغوط

زكريا تامر ملك السخرية والقصة القصيرة في العالم...
يعرف ويلمّ بكل شيء على سطح الكرة الأرضية من الزراعة
والصناعة والكيمياء والفيزياء إلى الأدب والأديان إلى الفلسفة
والعلوم الطبيعية والنفسية ويصف الأدوية لكل العلل والأمراض وقد
يعطيك بعضاً منها من تركيبه الخاص ولكن على مسؤوليتك!
ويعرف ألف طريقة للكتابة والقراءة وحتى السباحة والرياضة
وألف طريقة أخرى لتقشير الفاكهة والخضراوات ما عدا تقشير أو
تقميع "البامياء"
فلا يعرف إلا طريقة واحدة حفظها عن أمه رحمها الله وطلبت
منه المحافظة عليها من أجل سمعة الحارة.
ولكنها اصطدمت بطريقة زوجته التي ورثتها عن أجدادها الأتراك
وطلبوا منها الاستمرار فيها مهما ارتفعت أماكنها ومواقعها.
وكاد الطلاق يحدث بينهما من أجل "البامياء" لولا وصولي في الوقت
المناسب إلى شقتهما المستأجر في حي الإطفائية التجاري في دمشق.
*
فيا أيها الفلاحون والخبازون وخاصة الحدادون زملاء المهنة القديمة:
خففواً عن هذا النيزك المقهور
فهو منكم وإليكم
ابعثوا إليه بحزمة من أشعة الشمس إلى مسكنه الغارق في
ضباب لندن
فهو في هذا الشتاء لا يرى سريره وأطفاله
ولا يفرّق بين حذائه ودفاتره
أتقنوا حنينكم إليه وأنقذوه من سباته الثلجي وتثاؤيه المتواصل
لأنه لا يعرف كما يقول إن كان دليل نعاس أو استيقاظ
إنه وحيد وضائع كدخان القطارات
ولا حسب ولا نسب له سوى العراء!!