لو تدري - محمد جمال طحان

لو تدري هذي المرأةُ
ما قيمةَ أن تغفو على صدري
ما كانت تصحو
هي في العشرين تداعبني
أو تربكني بنضارتها
وتلوِّح لي بضفائرها
وكأني أخاف من الموتِ
على نهدٍ صلبٍ يتحدّى
ابن الستين
...
تراها تظنّ باني حين أحبّ
لا يملأ ذاك الحبُّ كياني
فلا أعبأ إلاّ برضاه ؟‍!
آهٍ ... آه
كيف يواجه مثلي من يهواهُ
وكيف يعبُّ على مَهَلٍ ذات مساءٍ
كلَّ شذاه ؟‍!
أتظنُّ بأني حين أحبّ
أحبُّ كمن يلعبُ
دوراً في الشطرنج
أو يرمي النردَ على وَهَنٍ
وتظنّ بأني .. وبأني
لكنّي أعيدُ القولَ عليكِ
يا امرأةً حيرى
مازلتُ أراني
أنا ما أنتِ تريديني
فاختاريني
ابناً وأباً
كوني لي أمّاً ... عاشقةً
بوّابةَ حزنٍ أسطوريّْ
نتمنّى أن نفنى فيه
كوني بوصلتي ..
مرآتي ..
بل كوني أركانَ يقيني
ودعيني أشربْ من عينيكِ
خلودَ الحب
من قال بأن العاشقَ يفنى
بعد هواه؟
من قال سيرضى من سوّاهُ
بأن يتلاشى أو يُنسى
وتضيعُ دناه
هذا الساكن فينا حتى العظمِ
لن ننساه
مهما طالت أيامُ البعدِ
أو الهجرِ
ومهما تُعذِّبنا الأشواق
لو تدري هذه المرأةُ
ما قيمةَ أن تصحو على صدري
ما كانت تغفو
أو تتذكَّرُ من منّا
يصحو أو يغفو
ما دمنا معاً
في حضن الحبّ نقاومُ
كلَّ فناءِ العالم سرّاً أو جهراً
ونضحكُ من جَهل العشرينَ أو الستّين
فنحن نُعِدُّ مراكَبنا نحو الأشواق
ولا نرجو – حين يصنّفنا الله –
إلاّ عشّاق
لو تدرين أو لو أدري
وكلانا ندري أنّا
في بحر الحب لا نهوى
إلاّ الإغراق