رسالة من طفل الحجارة.. بطل الانتفاضة - محمد مأمون نجم

هذا أنا ...
هذا أنا..
حرٌ .. وجرح ثائر يغلي كرامةْ
هذا أنا..
رعد وبرق صاعقٌ
وجموح عاصفة أنا
وأنا غمامةْ
من مصحفي تثبُ الشهبْ..
شهب ستعلي هامةً ..
وتُذِل هامةْ..
*
هذا أنا..
طفل أبى إن يُستذلَّ كوالديه ويحتقرْ
رفض العمالة و الخيانة والخدرْ
رفض انفصام الأدمغةْ
مل التشدق والخطبْ
مل الوعود اليعربيةَ
والعربْ..!
*
هذا أنا..
أملٌ تسلّحَ بالزجاج و بالحجرْ
كف تخضبها الدماءُ ..
تضيء من قدح الشررْ
هذا أنا .. كالكوكب الدري في مشكاتهِ
عرسٌ .. يزغرد في العواصم كلها
مهما تعثّرَ.. ضاربٌ ..
ومزلزلٌ.. مهما استترْ.
*
عبْرَ الحدودِ أجدتُ تمريرَ الخبرْ
أتقنتُ تهريب المصاحفْ
وهربتُ من غرف المتاحفْ
أصبحتُ شيئاً ذا أثرْ
أصبحتُ شيئاً يُنتَظرْ
كالشمسِ
والفجر المندّى
والمطرْ..
*
أولستُ جزءاً من قدرْ ؟
أولستُ من هز الكراسي كلها
وبكفه نطق الحجرْ ؟
فأنا الذي يدري جذور المشكلةْ
وأنا الذي وضع النقاط على الحروفْ
حتى أثرت البلبلةْ
وأنا زرعت القنبلةْ
أنا من وضعت اللغم في كتفي "هبلْ"
وكتبت فوق جبينه "الله أعلى وأجلّ"
وأنا الذي رغم الحراسة كلها -
عَبَرَ الخطرْ
وعلى الزناة جميعِهم ألقى القذيفة.. وأنتظرْ ..!