اعترافات أمة - محمد مأمون نجم

أنا عزة الأمسِ المجيدِ
ولا غرابةْ
فأنا الحضارة كلها
وأنا القراءة والكتابة..
وبقيظ تاريخ الضنى كنت الخمائل والسحابةْ
وأنا جبين الدهر يوم الدهر كان محمداً
وأنا جبين الدهر يوم الدهر كان الحقَ
كان العدلَ
يوم الدهر كان مصاحفاً
وكتائباً خضراءَ
ترفع راية السيف الموضأ.. شَعَّ من ذراته ألق الصحابةْ
*
واليوم ذل ما عهدتُ مثيله ينتابني
والوهن يعروني
وتعروني الكآبةْ
لما شطرت اليوم عن أمسي -
وطأطأت الثواني رأسها ..
بدأ التآكل في مخيلتي،
ونبضي لست أدري ما أصابهْ..
*
كابدت نزفاً في الضمير
وحيث أني كنت لا أحيا به.. ما كنت آبَهْ..!
بدأ النزيف على رداء الليلِ -
فانتعشت تحت الرداء غرائز مسعورةٌ
وهوت على جسدي كعاصفة من الحمم المذابةْ..
ولأنني لم اعترض لما هوت ..
أصبحتُ غابةْ
*
أنا ذلك الحلم الذي قد أوصدت كفّيَّ بابهْ
أنا ذلك السيف المطعّم بالصحابة
لكنني ما عدت صلباً ..
إنني من يوم أن بدأ النزيف فقدت أعصاب السيوف المستهابةْ..
وفقدت بتر السيف .. هذا مؤلم لا يستحق تفتتاً
لكن يفتـتـني حقيقة أنني
أغفلت آيات الجهاد فاغفلتني عزتي
ففقدت هاتيك الصلابةْ..
أصبحت شخصاً لا يجابِه في الحياة ومن هوان لا يُجابَهْ
بل ذلك الشيءَ الجبانَ ..
يهاب من همس الهواءِ..
ولا ترى أحداً يهابهْ ..!