سنوات الردة 2 - محمد مأمون نجم

ما زلت على صحراء العمر أجرجر أذيال الخيبةْ
والحزن يهيم على وجهي
والغربة تملأني غربةْ
أبحث في كتب أجهلها عن حل معادلة صعبةْ
أترقب مولوداً من نور يخرج من رحم النكبةْ
من جرح جريحْ
من أنة كثبان تكوى ..
تتلوى تحت سياط الريحِ -
ومن ليل يقضي نحبهْ
لكن أنواري مطفأةٌ
وهمومي بيداء رحبةْ
أبحث عن شيء أجهله يمنحني يوماً ما حُبَّهْ
أستغرب كيف سألقاه ومنافذ روحي محتجبةْ ؟!
ما أشقى رجلاً جاء يحب ولم يحضر معه قلبَهْ ..!!
قالوا :" في الجنة في الطرف الغربي من الدنيا يتهشم طوقْ
يترجل كل الفكر بها
ويحط على كتفيها الشوقْ "
قالوا :" وبها نهر نشوانْ
يتماوج برداً وسلاماً
ويفتت عطشاً من صوانْ " !
ومشيت إليها منغمساً بلهيب هجير ليس يطاقْ
كانت خطواتي يحفزها للغرب دعايات.. أبواقْ
أقفز من فرح كالعصفورِِ
وكالأنهارِِ
وكالأشواقْ
إن صح النبأ .. فأفراحي ستضيف إلى عمري عمراْ
وسأنهي الحرب .. وأخرج من ميدان شقائي منتصراْ
إن صح النبأ فإني قد أشهرت على عطشي نهراْ..!!
وأتيت النهر ليطفئ في قلبي ظمأً ، وشقاء سنينْ
واكتظ النهر برايات بنجوم خمسينْ
" اشربْ "
وشربت.. وراح الملح يعنف فيّ العطش الهونْ
عطشاً لا يوصف بالكلماتْ
وأقل الوصف له : أني ( جلدي يتشقق تحت الشمسِ
وفي حلقي غرزت سكينْ ) !
وعرفت قوانين الأشياءْ
أصبحت خبيراً بالأوغاد ، وبالأنذال ، وبالسفهاءْ
لكني قبل معاينتي للمنتعلين ضمائرهم ،
والمتخذين عباءاتٍ ووجوهاً من جلد الحرباءْ
ما كنت لأعلم معنى أن يرتفع الإنسان لأعلى
أو أن يتقدم نحو وراءْ
وغداة أنا راهنت على النار الحمرا .. وأجاج الماءْ
ما كنت لأعلم أني قد راهنت على خيل عرجاءْ ..!