فات الأوان.. - محمد موفق وهبه

لنْ يَحْجِبَ الدَّمْعُ الذُّنـوبَ وَلَوْ مَلأتِ بِهِ الدِّنانْ
قلبي الـذي لَمْ تسْمَعِي خفقانَـهُ.. فَقَـدَ الحَنانْ
عَلمْتِـهِ أَلاّ يُحِـبَّ.. زَرَعْـتِ فيـهِ العُنفوَانْ
لمَّا رَمَتْ كَفّـاكِ مَا أقسَـمْتِ أنتِ بأنْ يُصَانْ
لمِّي دُمُوعَـكِ وَاذهَبي.. أَنا لمْ أعُدْ ذاكَ الجَبَانْ
قدْ كانَ لِي يَوْمًا فُؤادٌ.. لا تقولِي: كيْفَ كانْ..؟
يومٌ مـن الأيـام ولّى خلـفَ أبعـادِ الزمانْ
أزرى و لطَّخَ بالسّـوادِ بياضَ أيّامي الحِسـانْ
شـيَّعْتُ حبِّي خَلْفَهُ.. وأبَيـتُ أنْ أُسْقى الهَوَانْ
.
وَاليَوْمَ ترْجينَ الهَـوَى.. وَعَلى عُيونِكِ دَمْعَتانْ
تتوَسَّـلينَ إلـيَّ بالدَّمَعَـاتِ كَيْ أُعْطِي الأمانْ
وَلّى الرَّبيـعُ وَ صَوَّحَتْ أَزْهَارُهُ.. فاتَ الأوَانْ
فَلْتَرِجِعي مِن حَيثُ جِئتِ، فَلَيْسَ فِي قَلبي مَكانْ
.
1964