الموعد المرجو - محمد موفق وهبه

وَرَاءَ دَهْرٍ مِنْ عَذابِ الإنتظارْ
أجُولُ مَوْهُونا بلا قرَارْ
لِيُسْرعَ النهَارْ
لَلمَوْعِدِ المَرْجُوِّ لِلقاءْ
عَلى رَصِيفِ دَرْبنا الحَبيبِ فِي المَسَاءْ
حَبيبتي وَينقضِي النهَارْ
وَليْسَ إلا الصَّمْتُ إلا حُزْنِيَ العَميقْ
وخطواتُ العَابرينَ تطرُقُ الطريقْ
وَمَوكِبُ الغروبِ فِي السَّماءْ
قافلةٌ مَشَتْ بلا حُدَاءْ
ضيَّعَتِ الطريقَ فَي فدَافِدِ الشَّفقْ
وَالشَّمْسُ كُتلَةٌ مِنَ الحَريقْ
تَغوصُ فِي الأُفُقْ
تُوَدِّعُ المَسَاءْ
كَأَنَّهَا تَقولُ: لا لِقاءْ
فَارجِعْ وَحِيدًا مِثلمَا جِئتَ بِلا صَديقْ
وَأَنثَني
دَوَّامَةٌ مِنَ الأسَى تَلُفُّني
وفي جوانحي وحوش اليأس تنهش الضميرْ
وَالنّارُ مِن حَولي تَحوطُني
تحْرقُ مَا نمَّيتُ فِي حَدَائِق السُّرورْ
لا مَاءَ لا اخضِرَارَ لا زُهُورْ
فَكُلُّ جَنّاتِي الَّتِي زَرَعْتُهَا هَشِيمْ
وَحْدِي عَلى دَرْبِ الهَوَى أسِيرْ
أحملُ ما في الكون من همومْ
وَحْدِي بلا رَفيقَتي أَسِيرْ
وَالدَّرْبُ مِنْ حَوْلِي وُجومْ
وَيَسْتَفيقْ..
لَحْنُ الأَسَى العَتيقْ
فَأَحْبِسُ الدَّمْعَ وَلا أطيقْ
وَأزْرَعُ الآهَاتِ فَي بُسْتانِ صَمْتِيَ الكئيبْ
اليَوْمَ يَا حَبيبَتِي أُحِسُّ أَنَّني غَريبْ
عَينايَ تَبحَثانِ فِي السَّمَاءِ عَنْ مَرَاكِبِ المَغيبْ
تَسيرُ عَبْرَ أبْحُرِ الشُّحوبْ
عَينايَ تبْحَثانِ عَنْ جَدَاولِ اللهيبْ
عَنْ كُتلةِ الحَريقْ
فَلا أرَى عَلى المَدَى السَّحيقْ
سِوَى حُقولٍ مِنْ رَمَادْ
تُبَدِّدُ الشَّفَقْ
وَتسْفَحُ الأحْزَانَ فِي الأفُقْ
وَتَردمُ الأبْعادَ بِالسَّوَادْ
.
1965