احتضني - محمد موفق وهبه

وأخيراً آنَ للتائِهِ أنْ يَعْرفَ مِنْ أيْنَ الطريقْ
آن للسّاري الغريبِ
غسلُ عينيه بينبوع الشروقْ
آنتِ العَودَةُ للأرْضِ.. وَلِلبَيْتِ الحَبيبِ
آنَ لِلمُتعَبِ أنْ يَفترشَ الظلَّ الرفيقْ
ويريحَ النفس والقلب المشوقْ
بين ريحانٍ وطيبِ
فانتظِرنِي.. أيُّها الغائِبُ عنِّي
لمْ تغِبْ عَنْ مُهْجَتِي يَوْماً وَظنِّي
سَأغنِّي.. عِندَمَا تقتربُ الشُّطآنُ مِنِّي
طائراً فَوْقَ جناحٍ يمخرُ الأفق السحيقْ
زاعقٍ كالرعدِ مُندفعٍ مثلَ الشهابْ
سَابحٍ فوْقَ السَّحَابْ
يقطع الآمادَ فوقَ الجَبَلِ الشَّاهِقِ والبَحْرِ العَميقْ
مُنصِتاً للغَزَلِ الحَالِمِ بَيْنَ النجْمِ وَالبَدْرِ الطرُوبِ
يا حبيبي..
أنا وَالنوْرَسُ وَالغيمَاتُ وَالنسْمَاتُ جئناكَ نطيرْ
نحْمِلُ البَهْجَةَ.. وَالشَّوْقَ الكثيرْ
أيُّها الغائِبُ عَنِّي..
سَأغنِّي.. عِندَمَا تقتربُ الشُّطآنُ مِنِّي
عَائِداً لِلوَطنِ الغالِي لأقتاتَ الحَنانْ
وأريحَ الجسدَ المُضنى على فُرشِ الأمانْ
حابساً سيلَ دموعِي في المآقي
وَأصَلي للتلاقِي
فاحْتضِني.. عندَهَا وَاهصرْ ضُلوعِي بالعِناق
وارْتشِفْ كلَّ حَنانِي واشتياقِي
يا حبيبي
.
1967