الفردوس المفقود - محمد موفق وهبه

وكان لنا في بحار الفراديس يوماً جزيرهْ
تحج إليها قلوب المحبين من كل دِيرَهْ
وكان اسمها عند كل خلِيٍّ وصَبِّ
جزيرةَ حبي
نلوذُ إليها أنا والرفاقْ
إذا ما غزتنا جيوش الجفاءِِ
وساد الشّقاقْ
فنرجع منها بطيبِ الوفاءِِ
وزهرِ الوِفاقْ
وثارَ بيَ الشوق يوماً بُعَيدَ نزوحٍ طويلْ
فأشعلَ وجدانَ روحي.. وأيقظ قلبي العليلْ
فلم يتركا لحظةً للتريّثِ للغدِ أو للمساءِ البليلْ
فأبحرت عند الأصيلْ
ويا لشقائيَ..! ياليتني متّ قبل الوصولْ
فمُذ وطئت قدماي شواطئَها غاصتا بالدّمارْ
ولم ترَ عيناي فيها سوى خِرَبٍ وبقايا ديارْ
تملكني غضبٌ واضطرابْ
لهولِ المصابْ
ضَرَبتُ جَبيني بِكِلتا يَدَيَّا
وأعملتُ فِكراً شقيّا
وَأطلَقتُ عَينَيَّ خَلفَ الظُّنونِ تَجوبانِ كُلَّ الرِّحابْ
فَلَم تَرَيا أَثَراً لِنَميرْ
يُخَفِّفُ عَنِّيَ حَرَّ الهَجيرْ
ولا أَثَراً لِنَعيمٍ مُقيمْ
فَحَيثُ تجولُ عُيوني وَحَيثُ أَسيرْ
رمادٌ.. دَمارٌ.. هَشيمْ
خرابٌ عَميمْ
فَخاطَبتُها والدموعْ
تفيضُ أسىً.. ووراءَ الضلوعْ
فؤادٌ وَلوعْ
ترنّحَ حزناً تفطرْ:
" جَزيرَةَ حُبّي
كَأَنَّكِ لَستِ جَزيرَةَ حُبّي..!
كَأَنَّ المَكانَ تَغَيَّر..!
عهدتُ ترابكِ مثلَ الزمردِ أخضرْ
عهدتُ روابيكِ جناتِ عدنٍ وأنضرْ
عهدتكِ واحةَ حبٍّ وكَوثرْ
فما للصفاءِ تعكّرْ..؟!
وما للجمالِ تكدّرْ..؟!
ولكنَّني وَفُؤادي
عَرَفناكِ دونَ اجتِهادِ
فكيفَ نتيهُ وأنتِ منارةُ كلّ البقاعِ
وأرضكِ محضُ التماعِ
ألستِ ملاذَ قلوبِ العبادِ
وفخرَ البلادِ
وَحَتّى شِراعي
غَدا عاشِقاً لِشواطيكِ جَمَّ الوِدادِ
يَرِفُّ ويخفقُ نشوانَ قَبلَ الوُصولِ إِلَيكِ
أَلِفْتُكِ.. عِشت بحُضنِ هواكِ سِنينْ
وآنَ لِمضنىً براهُ الحنينْ
وذابت من العشقِ مُهجَتُهُ، أن يعودْ
ليرعى العهودْ
لينشقَ من نَسَماتِكِ صفوَ الحنانْ
ويرشفَ من سَلْسَبيلِكِ سِرَّ الحياةِ وصِرفَ الأمانْ
ويسمعَ من شدوِ طيرِكِ لحنَ الخلودْ
ويقطفَ من وجنتيكِ
شهِيّ الوُرودْ
ويغفوَ بينَ يديكِ
محبّاً عميدْ
رَجَعتُ إليكِ..
أقضَّ الهوى مضجعي فركبتُ الصّعابْ
تُلاحِقُني الريحُ معولةً وزئيرُ الرعودْ
أتيتكِ لم أكترث بالضبابْ
ولا لاصطخابِ العُبابْ
ويا لشقائيَ..! ياليتني متّ قبل الوصولْ
ولم ترَ عينايَ هذا المصابَ الجليلْ
فَيا لَيتَ هَذي الخَرائِبَ تنطِقُ تُخبِرُني ما لَدَيكِ
أَأَكذِبُ..؟ كَيفَ أُخَبِّرُ قَلبي
بِأَنَّكِ لَستِ جَزيرَةَ حُبّي
وَأَنَّ المَكانَ تَغَيَّرْ..؟
أأكذبُ..؟! وا خَجلي كيفَ أُنكِرْ..؟!
وقلبي الّذي دَلَّني مِن بَعيدٍ عليكِ..!
وقادَ شِراعي إليكِ..!
أأنكرُ..؟ كيف وأنتِ أمامَ عيوني حطامٌ مبعثرْ "
وَطارَ صَوابي
وَأَحسَستُ بِالنّارِ تَقدَحُ في مُقلَتَيَّا
وتُضرَمُ تَحتَ إِهابي
وطوفانِ غَمٍّ يحاصرُ قلبي ثقيلاً قويّا
ويملأ صدريَ يخنق فِيَّ الرجاءْ
وضاق علَيّ رحيبُ الفَضاءْ
وَصاحَ بِيَ القَلبُ: " هَيّا
نَطُفْ بِالنَّواحي قُبيلَ المساءْ
فَرُبَّ مُجيبٍ يُزيلُ اضطِرابي
وَيَرفَعُ عَنّي عَذابي "
وَأَطلَقتُ ساقَيَّ لِلرّيحِ أعدو
كَلَيثٍ غَضوبٍ تَمَلَّكَهُ غيظُهُ المُستَبِدُّ
تُحَفِّزُهُ طَعنَةُ الكِبرِياءْ
أُفتِّشُ عَنْ سِرِّ هَذا البَلاءْ
فَما كانَ مِنْ أَحَدٍ في الجَزيرَةِ حَيّا
يُعيدُ ارتياحي إِلَيّا
فَصادَفتُ شَمطاءَ تَجلِسُ حافِيَةً فَوقَ إحدى الصُّخورْ
تُحَرّكُ أَرجُلَها في المِياهِ كطفلٍ غريرْ
تَبَسّمُ حيناً وَتَعبسُ حينا
وتشردُ سارحةً في السماءْ
وتهمسُ حيناً حناناً ولينا
وتصرخُ غاضبةً وتثورْ
تغني وتجهش مازجةً بالبكاءِ الغناءْ
تَصارَعُ في وَجهِها قَسَماتُ الأَسى وَالحُبورْ
وَحَيَّيتُها مشفِقاً بابتسامِ
فَرَدَّتْ سَلامي
وَقالَت: " أَلَستَ بسيّد هَذا المكانْ..؟
وصاحِبِ هّذي القُبورْ..؟
أَلَستَ تُسَمّى بَديعَ الزَّمانْ..؟
أَلَيسَتْ فَتاتُكَ تُدعى بُدورْ..؟ "
وَلَم تَستَطِعْ أَن تََزيد فَقَدْ أَجهَشَتْ بِالبُكاءْ
وَقامَت تُريدُ المَسيرْ
فَملتُ إِلَيها
أُقَبِّلُ هامَتَها بِخُشوعْ
وخاطَبتُها وَالدّموعْ
تساقَطُ مِن مُقلَتَيَّ عَلى راحَتَيها
وَبحَّةُ صَوتي العليلْ
يُقَطّعُها الخَوفُ مِمّا سَمِعتُ وَمما أبَتْ أنْ تَقولْ
وَيَذبَحُ روحي بِسِكّينِ يَأسٍ وهمٍّ ثقيلْ
تَوَسَّلتُ.. حَلَّفتُها:
" عَمَّتاهُ استَريحي بقربي
وَلا تَتركي الحُزنَ يَأكُلُ أَشلاءَ قَلبي
فحسبُكِ ما أنتِ فيهِ وحسبي..! "
تَنَحَّيتُ عَنها
جَلَستُ عَلَى الرَّملِ بالقُربِ مِنها
أقلّبُ في مِرجَلِ الخَوفِ كلَّ الأمورْ
يُفَتِّتُني الرُّعبُ.. يغتالُ مني الكلامْ
وَمَرَّت دَقائِقُ صَبري مُرورَ الدُّهورْ
فَعُدتُ إِلَيها أُطَيِّبُ خاطِرَها بِابتِسامْ
يُبدّدُه كدَرٌ كالغمامْ
وقلت وقلبي يحوّم فوق خضم الشجونْ
مَهيضاً طعينْ:
" نَعَم عَمَّتاهُ بِرَبِّكِ قولي "..
وَسادَ سُكونْ
وَأَرسَلَتِ المُقلَتَينِ إِلى البَحرِ، ثُمَّ أَدارَتهُما بِاهتِمامْ
إِلى عاشِقٍ مُستَهامْ
إلى شَبَحٍ وَبَقايا حُطامْ
تُحَدِّقُ في وَجهِيَ الشّاحِبِ
وَترنو إلى مَوجِهِ الصاخِبِ
وَتُتْبِعُ ذَلِكَ آهَةَ حُزنٍ عميقَهْ
تُقَطِّعُ مُهجَةَ دُنيا الفَضاء السحيقَهْ
وَقالَتْ:" بُنَيَّ تَأَخَّرتَ غِبتَ طَويلا وخلّفتنا للهوانْ
وَعُدتَ إِلَينا بُعَيدَ فَواتِ الأَوانْ
أَخَذتَ جنودَكَ حينَ رَحَلتَ أَخَذتَ السّلامْ
وَغادَرتَنا في الظَّلامْ
وَلَم تُبقِ فَوقَ الجَزيرَةِ مَن يَدفَعُ الكَيدَ عَنها وَيَحمي الذِّمارْ
تَرَكتَ النِّساءَ تَرَكتَ الصِّغارْ
تَرَكتَ الحَمامَ الأليفَ كَثيرَ النُّواحِ
مَهيضَ الجَناحِ
تَرَكتَ صِغارَ القَطا لِلنُّسورْ
فَجاءَ قَراصِنَةٌ من جميعِ البحورْ
قُبَيلَ الصَّباحِ
أَحاطوا جَزيرَتنا بالمنونْ
بحشد المَراكِبِ مَملوءةً بِالرِّجالْ
وَصارَت مَدافِعُهُم تَقذِفُ المَوتَ خلفَ الحُصونْ
مِنَ الفَجرِ حَتّى الزَّوالْ
وَأَرسَلَ خِنزيرُهُم لِلتَّفاوُضِ بَعضَ الخَنازيرِ وَفدا
دروعاً وجُندا
فَقالوا:" نُريدُ السَّلامْ
وَلَسنا نُريدُ القِتالْ
يُريدُ الكَثيرونَ مِنا الزَّواجَ فجئناكمُ يا كرامْ
نريدُ الوئامْ
وَعِندَكُمُ مَلِكاتُ الجَمالْ
نُريدُ نُصاهِرُكُم بِالحَلالْ
وَنَغدو لَكُم أَقرِباءْ
وَلَكِنَّنا فُقَراءْ
فَلَيسَ بِأَيدي الرِّجالِ مُهورْ
ولا ذهبٌ أو قصورْ
وَلَيسَ لَدَينا لأَعراسِهِم أَيُّ مالْ "
وسادَ سكونٌ رهيبْ
وإذْ لم يكن بيننا من يجيبْ
فقد عرفوا أننا ضعفاءْ
وزادت مطالبهم طمعاً وازدراءْ
فقالوا:" نُريدُ جَميعَ النِّساءْ
جَميعَ العَذارى.. وَما عِندَكُم مِن إِماءْ
نُريدُ جميعَ الذَّهَبْ
فَإن تَستَجيبوا بِمُدَّةِ يَومٍ لَهَذا الطَّلَبْ
تَرَكنا بَقِيَّتَكُم سالِمينْ
وعشتم لأرواحكم غانمينْ
وَإلاّ أقمنا الحدودا
فَرَينا الجلودا
وصار الجَميعُ لدينا عَبيدا "
وكانَ خيارُ الجميعِ النضالْ
وأحببْ بهِ منْ خيارْ
خَرَجنا نذودُ عَنِ العِرضِ وَالأرضِ حَتّى المساءْ
وَمَن بِالجَزيرَةِ غَيرُ الصغارِ وغيرُ النِّساءْ..؟!
وَلَم نَكُ نَملِكُ إِلاّ السَّكاكينَ إِلاّ الحِجارْ
وعند القليلاتِ منّا بَنادِق صَيدٍ صَغيرَهْ
وَكانوا دَرَوا أَنَّكُم يا رِجالْ
بَعيدون عَنّا وَعَنْ أَرضِكُم فاستَباحوا الجزيرهْ
وفارتْ عزائمنا للكفاحْ
وشنّت ذواتُ الخِمارْ
على المعتدينَ هجومَ انتحارْ
وثارَ الغُبارْ
يبوسُ الجراحْ
ورنّ الصياحْ
وسالت دماءُ الشهيداتِ تروي البطاحْ
مَضَتْ شَمسُ ذاكَ النَّهارْ
وماتَت جَميعُ النِّساءِ جَميعُ العَذارى
دِفاعاً عَنِ الشَّرَفِ المُستَباحْ
وَمَن أُسِرَت قَتَلَتْ نَفسَها غَسَلَتْ بِالدَّمِ الحُرِّ عارا
وَكانَت فَتاتُكَ بَينَ الأَسارى
أَرَقنَ الدِّماءْ
وَقَدَّمنَ أَنفُسَهُنَّ فِداءْ
دِفاعاً عَنِ الأرض والعِرض كانَ العَطاءْ
وَيَرخُصُ كُلُّ عَطاءْ
وَلَم يبقَ مِنهُنَّ إلاّ أنا أَستَميحُ الوَفاءْ
وَيَأكُلُ وَجهي الحَياءْ
لأَنِّيَ ما كُنتُ بَينَ الشَّهيداتْ
وفي مَوكِبٍ تَحتَ ذاكَ اللِّواءْ
لأَنِّيَ ما كُنتُ بَينَ السَّعيداتْ
وَلَم أنتَقِلْ مِثلَهُنَّ لِدارِ الخُلودْ
وَما زِلتُ أَدعو إلهَ الوُجودْ
لأَمضِيَ حَيثُ مَضَينَ وَما زِلتُ أَلبسُ ثَوبَ الرَّجاءْ
وَأَدعوهُ أَن يَستَجيبَ الدُّعاءْ
سَيَبقى فُؤادي تَعيساً إذا لَم يُفارِقْ دِيارَ الشَّقاءْ..!
بُنَيَّ كِلانا بِهَذا المَكان يعاني الخواءْ
وَحيداً بِلا أَهلِهِ، يستَحِقُّ الرِّثاءْ
ولو أنني أستطيعُ شددتُ الرحالْ
بُنَيَّ إِذا شِئتَ تَهجُرُ هذي الديارْ
فدَعني أُصاحِبْكَ حَيثُ تَشاءْ "
فَقُلتُ لَها:" وَجَميعُ الرِّجالْ
قَضَوا في البِحارْ
قَضَوا غَرَقاً في الدُّوارْ
وَلَم يَنجُ إِلاّ أَنا فَأَممتُ جَزيرَةَ حُبّي
لأَلقى حَبيبَةَ قَلبي
وَيا لَيتَني ما رَجَعتُ
وَأنّيَ حينَ طغى البحرُ كنتُ صُرِعتُ
وَلَم أَدرِ أَنّي بِحُبّي وَنَبْضاتِ قَلبي فُجِعتُ
فَقَدتُ الحبيبْ
فقدتُ الرفيقَ الودودا
غدوتُ وَحيدا
وَصارَ المَكانُ الأَليفُ القَريبْ
غَريباً بَعيدا
إِلَهي: رَضِيتُ بِحُكمِ القَضاءْ
وَلَكِنَّني هَهُنا لا أُطيقُ البَقاءْ
سَأمضي إلى جُزُرِ الجُبَناءْ
بجيشٍ يجوس خِلالَ الديارْ
ضُحىً تحتَ شمس النهارْ
وكيف يطيقونَ حربي
وهم يرعشون وراء الجدارْ
وقد سبقت نحو أرواحهم جندُ رُعبي
سأهدمُ ذاك الجدارْ
سَأَسرقُ أَحلامَهُم مِثلَما سَرَقوا نَبضَ قَلبي
ولن يبقَ للغاصبين خِيارْ
سوى حفرة أو فِرارْ
فَما زِلتُ أَركَبُ مُهرَ التحدّي
وَما زِلتُ أَحمِلُ سَيفَ الدَّهاءْ
وَما زالَ عَزمُ الإرادَةِ عِندي
قَوِيّاً أَنالُ بِهِ ما أَشاءْ
سَأرجِعُ بَعدَ انتِقامي
إلى مَوطِني في الشّآمِ
إِلى مَن تَحِنُّ إِلَيهِ أُوَيقاتُ عُمري
إِذا انهَلَّ دَمعي أَو اِفتَرَّ ثَغري
فَيا وَطَني لَكَ عَندَ فُؤادي العَميدْ
ذِمامٌ عَلَى مُهجَتي نُقِشَتْ وَعُهودْ
تَفوقُ ثَوانِيَ عُمرِيَ عَدّا
وَتَملأُ كَفّاتِ ميزانِ حُبّي حَناناً وَوُدّا
فَإن شِئتِ يا عَمَّتاهُ مساءَ غدٍ نَرحلُ
وَإن شِئتِ عِندَ الصَّباحْ "
ولم نكُ ندري إلى أين تمضي الرياحْ
بقاربنا أو تسيرُ بنا الأرجُلُ
فقد زارها في المنامِ رسولُ الحِمامِ
ومن لأوانِ زيارتهِ نجهَلُ
هو الحاكِمُ المُستَبِدُّ بِكُلِّ الأنامِ
فلا يَعرِفُ المَرءُ مِنّا مَتى يُقبِلُ
وَلَيسَ لَهُ في البَرايا عَدُوٌّ ذَميمْ
فَيَظلِمهُ أَو صَديقٌ حَميمْ
وَلَيسَ يُحابي أَهالي القُصورالكِرامِ
وَلَيسَ يُعادي أَهالي الخِيامِ
إِذا حانَ وَقتُ رَحيلِ النُّفوسِ فَلا يُمهِلُ
وقد لا يُبيحُ لها لحظةً للوداعِ
قَضَتْ مَن تُريدُ النُّزوحَ مَعي في الصَّباحْ
قُبَيلَ مَجيءِ الصَّباحِ وقبل الرواحْ
وشاءَ الإلهُ لها أن تصون الوفاءَ لتلكَ البقاعِ
فنامت معانقةً تُربَ تلكَ البقاعِ
فودّعتها بفؤادٍ حزينْ
ودمعٍ غزيرٍ سخينْ
وَوارَيتُها وامتطيتُ مع الريح متنَ شراعي..
.
1999