ما عَلَيْنَـا..؟! - محمد موفق وهبه

لـوْ قطفنـا الـوَرْدَ باقـاتٍ تحيّي حبَّنـا
وَجَعَلنـا عُمْرَنـا يَمْضِـي رَبيعـاً وَ جَنـى
فهَلِ العُمْرُ سِـوَى يومَيْـنِ يا أختَ المُنى..؟!
لوْ رَشـفنا كأسَنا حتى ارتوَينـا... فانتشينـا
وَ جَعَلنـا نغمَـةَ الحُـبِّ تناغِـي مُهْجَتَينـا
مَا عَلَينـا..؟!
••
لوْ رَسَـمنا ضِحْكةً أو بسْـمَةً فـوْقَ الوُجُومْ
وَسَـهِرْنا نطـربُ الليـلَ وَنصْغي للنجـومْ
سَـوفَ نمضِي وليالينا ستمضِي لـنْ تـدومْ
وَ إِذا مـا زَحَـفَ النَّـومُ وَ ناغـى مقلتينـا
فانطوينـا فِي عنـاقٍ وَالنَّـدَى رُشَّ عَلينـا
مَا عَلَينـا..؟!
نحْنُ أهدَينـا الأزاهيـرَ شـذاهَا فِي الحُقولْ
نحنُ طِرنا وَالصَّبـا خلـفَ فرَاشـاتٍ تَجولْ
مِنْ غِنانـا، كُـلُّ مَا هذي العَصَافيرُ تقولْ..!
فإذا مَا سَكبَ الطيـرُ الهَـوَى فِي مسْمَعَيْنـا
وَالفراشـاتُ أَتَتْنـا.. وَهَفـا الطّيـبُ إلينـا
ما عَلَينـا..؟!
••
لـوْ رَكِبنـا زوْرَقـاً يَمْضِي لِمينـاءٍ بعيـدِ
خلفَ سُـقمِ العَيشِ والأعباءِ نهوَى مِنْ جَديدِ
حَيْثُ لاشيءَ بدُنيَانـا سِـوَى العَيْشِ الرَّغيدِ
فـإذا مَا غَـرِقَ الـزَّوْرَقُ فينـا فانطَوَينـا
وَهَـوَى المَوْجُ عَلينـا.. فاعتَنَقنـا وَانتَهَينـا
ومَضَينـا..
دونَ أن نأسى على سِحرِ الوُجودِ
ما عَلَينـا..؟!
.
1960