خريفيّة - مخلص ونوس

ولأننا الآتون من ماض
مكثنا لهفة عند الخريف،
فعبّأتنا الرّيح بالسّفر
أمن لغة ترتب
وحشة المطر؟
أمن لغة تغنيّ
عند أرصفة
رسمناها بألف تسكع؟
أمضي إليّ،
وأنحني للموت يا امرأة
حزنت على ضفائرها،
أمن لغة سأقرأ
وجهك المنفيّّ
في برد الشتاء تعثرا؟
ولأنني الآتي،
أحبك كلما صعدت إلى
قلبي غيوم الحزن،
هل من وحشة شجري؟
أوكيف أمزج صبوتي
بعبيرك الممتدّ
أنهارا
وأشجارا
سفائن تهتدي في اليمّ،
غابات على جزري؟!
ولأنني الآتي ،
مكثت على خريفك
دونما لغة،
أشاغبه،
مضيت إليّ،
أبني في تخوم الروح
ليلا نازف الصور
ولأنني الآتي،
رجعت إلى شجيراتي،
هززت غصونها،
فتساقط الرطب الجنيّ،
ولم
أكلم
غير
روحي!
* * *
حلب 26/2/92