إلى ساذَجَة - نزار قباني

لا شَكَّ .. أنتِ طَيِّبَهْ
بسيطةٌ وطَيِّبَهْ ..
بساطةَ الأطفال حين يلعبونْ
وأَنَّ عَيْنَيْكِ هُمَا بُحَيْرَتا سُكُونْ
لكنَّني ..
أَبْحَثُ يا كبيرةَ العُيُونْ
أَبْحَثُ يا فارغةَ العُيُونْ
عن الصلاتِ المُتْعِبَهْ
عن الشِفاهِ المُخْطِئَهْ
وأنتِ يا صديقتي
نَقِيَّةٌ كالُؤلؤَهْ
باردةٌ كالُؤلؤَهْ
وأنتش يا سَيِدتي
مِنْ بَعْدِ هذا كلِّه ، لستِ امْرأَهْ
هل تسمعينَ يا سَيِّدتي
لستِ امْرَأَهْ..
وذاكَ ما يُحزِنُني
لأنَّني
أَبْحَثُ يا عاديَّةَ الشِفَاهْ
أَبْحَثُ يا مَيِّتَةَ الشِفَاهْ
عن شَفَةٍ تأكُلُني
من قبل أن تَلْمسَني
عن أَعْيُنٍ..
أمطارُها السوداءُ .. لا تترُكني
أرتاحُ ، لا تترُكُني
وأنتِ يا ذاتَ العُيُونِ المُطْفَأَهْ..
طيِّبةٌ كاللُؤلؤَهْ ..
طيِّبةٌ كالأرنب الوَديعْ
كالشَمْع .. كالألعاب .. كالربيعْ
هامدَةٌ كالموتِ .. كالصقيعْ..
وذاكَ ما يُؤسِفُني..
لأنّني ..
يا أرْنَبي الوَديعْ ..
أضيقُ بالربيعْ
وأكْرَهُ السَيْرَ على الصقيعْ..
لأنهُ يُتْعِبُني..
لأنه يُرهِقُني
***
وَدِدْتُ يا سَيِّدتي
لو كنتُ أستطيعْ
حُبَّكِ يا سَيِّدتي.
لو كنتُ أسْتَطيعْ