بيانٌ من الشِعْر - نزار قباني

إذا كانَ عَصْريَ ليس جميلاً ..
فكيفَ تُريدينني أن أُجَمِّلَ عَصْري ؟
وإِنْ كنتُ أجلسُ فوق الخرابِ ،
وأَكتبُ فوق الخرابِ ،
وأَعشَقُ فوق الخرابِ ،
فكيفَ سأُهديكِ باقةَ زَهْرِ ؟
*
وكيفَ أُحِبُّكِ ؟.
حينَ تكونُ الكِتابةُ رَقْصاً ..
على طَبَقٍ من نُحَاسٍ وجَمْرِ ..
وإِنْ كانتِ الأرضُ مَسْرَحَ قَهْرٍ
فكيفَ تُريدينني أَنْ أُصالحَ قَهْري ؟
*
يُريدُ المماليكُ أن يملِكُوني ..
وأن يشربُوا من دمائي وحِبْري
يُريدُونَ رأسَ القصيدَةِ كي يستريحُوا ..
وللشِعْرِ .. والحُبِّ .. فَوَّضتُ أمري .
*
أُحِبُّكِ .. بَرْقاً يُضيءُ حياتي
وقنديلَ زَيْتٍ ، بداخلِ صدري
فكُوني صديقةَ حُرّيتي ..
وكُوني ورائي بكلِّ حُرُوبي
وسيري معي ، تحتَ أٌقواسِ نَصْري ..
*
إِذا كانَ شِعْرِيَ لا يتصدَّى
لِمَنْ يسلَخُونَ جُلُودَ الشُعُوبِ
فلا كانَ شِعْري ...