الحج - أحمد سالم باعطب

1

مرَّ بالأمسِ موكبٌ للضياء
ربَطَ الأرضَ نورُهُ بالسماءِ

موسمٌ للحصادِ فيه تجلَّتْ
نفحاتٌ نديَّةٌ بالدعاء

عزماتٌ على التقى تتبارى
يتسابقنَ في دروب الوَلاء

والهتافاتُ خلْفهُنَّ وجيبٌ
هو أزكى تحِيَّةٍ وثناء

**

2

واستقل الحجيجُ عند المساء
سُفُنَ الحبِّ والمُنى والرجاءِ

في طمأنينة وشوقٍ وخوفٍ
وخشوعٍ وذلةٍ وحياءِ

وارتقى الأفقَ طيِّبَ الجرس صوتٌ
شَقَّ سمعَ الدجى وقلبَ الفضاءِ

حاملاً أدمُعَ النَّدامة زُلْفى
حالماً بالرِّضى وفيضِ العطاءِ

**

3

وفدَتْ إلى البيتِ العتيقِ قلوبُ
هَيْمى الشَّغافِ لها صدىً ووجيبُ

وفدَتْ موحِّدة المشاعر خُشَّعاً
سالتْ بها عبْرَ الحياةِ دروبُ

جاءتْ لتَبْرأ من نقائصها التي
صَدِئَتْ بها جُنَحٌ لها وذُنوبُ

من كان ضيفَ اللهِ كان عتيقهُ
وجزاؤه طوبى تَرِفُّ وطِيبُ