تعالي صباحاً إلى غُرفتي - نسيب عريضة

تعالي صباحاً إلى غُرفتي
وحُلِّي بلُطفٍ عُرى رقدتي

لعلي أعودُ إلى يقظتي

ولا تجزعي إن رأيت اصفرارا
بوجهي ونور الحياة توارى

وإن لم أجب بعد بذلِ القُصارى
فألقي بنفسك فوقي دِثارا

وفكني الكلاسم عن مُهجتي
لترجع روحي إلى جثتي

فأنسى مناماً به حَسرتي

منامٌ أخافُ عليه الزَوال
وأخشى على النفسِ منهُ الوَبال

فيا ليتَ شِعري تَرى في خَبال
أنا اوترى ما أراه خيال

فاني حلَمتُ بجنيَّةِ
تناهَت جَمالاً كأمنيتي

تُعلِّمُني الحُبَّ في لَيلتي

أنامُ فأبصِرُ فوقَ الغَمام
قُصوراً خَياليَّةً لا تُرام

فأجثو على بابها باحترام
فيُدخِلُني الحُبُّ خِدرَ الغَرام

فأبصِرُ في الخِدرِ حوريَّتي
تقولُ هلمَّ إلى خلوَتي

أهَبكَ كنوزاً من اللَذَّةِ

هناك تُريني مُنىً لا تُرام
وتصعَدُ بي في مَراقي الهُيام

وتطلُبُ مني بحقِّ الوِئام
بَقاءً لنبلُغَ أوجَ التَمام

بَقاءٌ به الموتُ في لَحظةِ
فلا تترُكِيني لدى وَحدَتي

لئلا أعودَ إلى غَفلتي

يُعاودُني الحُلمُ حيناً فَحِين
فأقضِي نهاري كثيرَ الحَنِين

وأشتاقُ ليلي إلى أن يَحِين
فأخشى كأن في دُجاه كَمِين

ففي الصُبحِ أصبو إلى ليلتي
وفي الليل أخشى على مُهجتي

فهلا أتيتِ إلى غُرفتي

تعودُ إلى الجسمِ روحُ الحَياة
اذا هَمَسَت شَفتاكِ الصلاة

وصوتُك للنفسِ حادي النَجاة
ولَمسُ يديكِ كَلَمسِ إِله

فمري بكفك في جبهتي
وقولي وقيت من الشدةِ

فأنهض حيّاً بأعجُوبة

أقومُ وفي ناظري الذُبول
وقد أُسدِلَت دونُ حُلمي السُدول

فتَطرُدُ عيناكِ عنّي الذُهول
وأحتارُ في ما عَساني اقول

فنجثو كلانا على الرُكبة
بعَينِك دمعٌ وفي مُقلتي

أقصُّ مَنامي
فلا تَبهَتي

غَرامانِ لي في الدُجى والنهار
غَرامُ الرُؤى وغرامُ الجِهار

وبَينَهما ما لِنَفسي قَرار
ألا فارحمِيني فأيّ اعتذار

ترُومين مني وما حِيلتي
على غير عِلمي وحُرِّيَّتي

تَحُلُّ مَكانَكِ جِنِّيَّتي

تعالي إلى غُرفتي في الصَباح
وأرخي الشُعورَ وحُلِّي الوِشاح

وَرِفِّي عليَّ رفيفَ الجَناح
وإِن لم أُجِبكِ برَغمِ الصُياح

فَشُقِّي الجُيوبَ على الميِّتِ
ولُومي جَيبكِ أو بَكِّتي

فقد نامَ نوماً
بلا يَقظةِ

قد استسلمت مُهجتي للوُعود
فظلَّت بخِدرِ الرُؤى لن تعود

وخانَتك في حُبِّها والعُهود فهل نَلتقي يا تَرى في الخُدود

وَإِن شفِّكِ الحُزنِ في الليلةِ
فباللَه عودي إلى غرفتي

وأذري الدُموعَ على جُثَتي

وَإِن مال طَرفُكَ عني ازوِرارا
تَرَي في حَواشي الغُيومِ اصفِرارا

يُشابه وَجهي وما تلك نارا
تُؤَجَّج بل ذاك حُلمٌ تَوارى

يطير بحُبّي الى الخلوةِ
يطيرُ سِراعاً بلا عَودةِ

فرُوحي فلا شيءَ في غرفتي