يا رَفيقي على طرِيق الحَزاني - نسيب عريضة

يا رَفيقي على طرِيق الحَزاني
سِر فإِنَّ القَضاء أَقصى مَدانا

سِر بنا نَقطَعُ شَوطاً
قبلَ أن تَفنى اللَيالي

طالَ هذا الدَربُ
والعُمرُ قَصيرٌ في المَجالِ

قَد تَعِبنا وَضَلِلنا
في أحاديرِ المُحالِ

وسَرَينا ودَلَجنا
خَلفَ أَظعانِ الخَيالِ

وَظَفِرنا بِوصالٍ
وحَظينا بِجَمالِ

فَكرِها كلَّ حالٍ
طَمَعاً في غير حالِ

ثم صِرنا بينَ هاتِيكَ
وهذِي لا نُبالي

نَحمِلُ الحُزنَ شِعاراً
لشَقاء واحتِمالِ

وكَتَمنا عن الوَرى شَكوانا
كيفَ نَشكو ولا سَميعَ سِوانا

لكَ قَلبٌ مثلُ قلبي
طامحٌ يَسمو ويَهوَى

ليسَ يَجني مِن طُموحٍ
غيرَ أوصابٍ وبَلوى

كَم حَظِينا فَوَجَدنا
أَلماً ما كان حَظوَا

كَم شَرِبنا كم أكلنا
خُبزَنا مُرّاً وَحُلوا

وَظَنَنَّا أن شَبعنا
فإذا بالجوعِ يَقوى

صاحِ هل تَعرفُ نَبعاً
إِن شَرِبنا مِنهُ نَروى

صاحِ هل تعرِفُ حُسناً
يُشبِعُ النفسَ فَنَهوى

صاحِ هل تَعرِفُ لحناً
فيهِ للأرواحِ سَلوى

صاحِ شَيِّع إلى الضريح مُنانا
فَعَسى تُشبِعُ المُنى الدِيدانا

طالَ ما نَطلُبُ أمراً
مُبهَماً عزَّ وَشَقَّا

تَعِبَت طُرقٌ قَطَعنا
شَوطها غَرباً وَشَرقا

فَهيَ تَشكونا وَترجُو
من خُطانا اليومَ عِتقا

إِنَ شَكَتنا السُبلُ في الأرضِ
فخُذ في الجوِّ طُرقا

سِر عليها يا ابنَ وِدِّي
سِر بنا نطلُبُ حَقّا

نَفَخَ الخَلاقُ فِينا
أنفُساً تَهوى وَتَشقى

طامحاتٍ تَطلُبُ الشيءَ
وتأبى حينَ تَلقى

ليسَ يُرضِيها كثيرٌ
وهيَ ما تَنفَكُ حَرقي

ليتَ شِعري اذا بلغنا الجِنانا
هل تُرانا نرضى بها هل تُرانا