أمةٌ من قلوب الضحايا - ياسر الأطرش

فراغٌ عقيمْ‏
وهذا المساء الذي نحن فيه انخطافُ مساءٍ قديمْ‏
وهذي الوجوهُ الخرابُ امتدادٌ لتفاح آدمْ‏
ولا شيء يأتي‏
حليب البساتين ما زال يغزل قمحاً.. وجوعْ‏
ونحن انعكاس الظلال العميقةِ‏
نحن الطحالبُ‏
في الليل تنمو‏
مرايا‏
كُرياتها من سديمْ..‏
وما زلتُ أحلمُ‏
أنْ أستمرَّ‏
وأن لا أموتَ كأيّ كلامٍ‏
يُقالُ ليُطفئ شمس الشغبْ‏
وما زلتُ أحلمُ‏
أنْ أستريح على عشب قلبكِ‏
أن ترفعيني بصوتكِ.. حتى حدود التعبْ‏
وما زلتُ أحمل قلبي رصيفاً‏
ينام عليه رصيفٌ حميمْ‏
غريبٌ هو اللهُ.. في أورشليمْ‏
وأنتم خيولٌ تجرُّ الحكاياتِ‏
أنتم خيوطٌ من الشمعِ‏
ذابتْ‏
فذابتْ عظام أبي في الجحيمْ..‏
ولا شيء يأتي/ الفصولُ احتمالاتُ غيمٍ، ووجدْ‏
وعُريكِ.. حين ارتديتِ الخليجَ‏
هو الآن تفاحةٌ في السريرْ..‏
وما زلتُ أحلمُ‏
أنْ تصلبيني على باب وجهكِ‏
أن تعرفيني‏
إذا جاء ظلّي يبوس الشبابيك.. عند الغروبْ‏
وما زلتُ أزرع وجهي انتظاراً‏
ثمانين موتاً عبرتُ إليكِ‏
ولمّا أرَ الله- بعدُ-‏
لكي أستريح على ركبتيَّ‏
وأُلقي البقايا من الخوفِ.. أبكي‏
وعن كلّ هذي الخطايا.. أتوبْ‏
فراغٌ يلقّحُ قنديل روحي.. وزيتٌ يذوبْ‏
وإني نباتٌ سريع النموِّ‏
فلا تتركيني أعاني الشوارعَ‏
أمي تنقِّحُ وجهي من العابرينْ‏
وإني اختلطتُ‏
نسيتُ الجهات بجيب القميصِ‏
فماتتْ على كفّ أمي الفسيحْ‏
ولا شيء يأتي؛ ولا شيء يفنى‏
البيوت تبدّلُ سكانها.. والقلوبْ‏
ونصف الحقيقة يكفي.. لنكبرْ‏
فلا تعبريني كأيّ كلامٍ‏
أنا.. منذ عينيكِ أبكي‏
ليورق فيكِ نزيف الوطنْ‏