على مشارف رجلك اليسرى - ياسر الأطرش

الموت في السعاده‏
فحاولي أن تقتلي كلّ الذي ما بيننا من ليلْ‏
وحاولي أن تنزفي كالصمتِ‏
من جدران عَيْنَيْ من يراقبنا.. لنتعبْ‏
يا خنجراً زرعوه في طيني‏
فأثمر سنبله..‏
كم أشتهي أن أقتله‏
هذا الظلام المرتدي من ماء قلبينا.. صباحْ‏
ونقاتل الأشياءَ‏
نعشق بعضنا حتى الإباده..‏
أشتاق أن نمشي معاً تحت السماءِ‏
بلا سماءْ..‏
أشتاق أن ألقاكِ بين الناسِ‏
في الفوضى.. ولا تتلفتّينْ‏
وكأنَّ كلّ الناس حراسٌ‏
وكلُّ شوارع الدنيا انتظارْ‏
طلع القطارْ.. غاب القطارْ‏
وأنا وأنت اللحظة الجوفاء بين مسافرٍ ومسافره‏
وأنا نظيفٌ مثل أشواق الغريبْ‏
لزجاجةٍ.. تجتاح صحو الذاكره‏
وكئيبةٌ عيناكِ.. مطفأةٌ كقنديلٍ عتيقْ‏
وأنا أحبكِ‏
أنتِ سيدة المكان إذا نثرتِ جنون شعرك في المساءْ‏
أنا أحبكِ.. أشتهيكِ‏
ويكفر التلفون حين يمرُّ صوتكِ راعشاً‏
-أتحبّني؟!‏
خذني إليكَ إذاً‏
أبي في الغرفة الأخرى.. وأمي نائمه‏
عشرون صيفاً، والشوارع تستريح على دمي‏
والبرد يكسر عظم روحي‏
جائعٌ.. لدمٍ يمشّطني‏
لوجهٍ يستريح على يدي‏
وندورُ.. يأخذنا الغيابُ‏
عشرين بحراً في انتظار الغيمِ‏
يا هذا التكرُّرُ‏
أين يغتسل السحابُ‏
عشرين أماً يا أبي جرّبتُ‏
لكني أفقتُ على يَدَيْ أمي‏
التي في حضنها نام الغسقْ!..‏
-خذني إليكَ إذاً‏
يردُّ صدايَ.. وليكن الخرابُ‏
* * *‏
كُومٌ من الليل العتيق على رؤى الغاباتِ‏
لكني أسمّي الثلجَ.. تفاح المنازلْ‏
نحتاج صوتكِ كي يحنَّ لنا القطافُ‏
أحتاج عينيك المعذّبتين كي أبكي.. وينتحر الجفافُ‏
يا.. كم أحبكِ‏
حين ينتصر العبيد على النهارِ‏
وحين تحصدني- من القاعِ- المناجلْ‏
بغدادُ‏
إنّ خيانة الصبّار.. مسألةٌ‏
وموتي‏
فوق قامات النخيلِ‏
على مشارف رجلكِ اليسرى.. زفافُ‏