ثورة المعري الجديد - ياسر الأطرش

ما بين كافٍ غير كافيةٍ ، ونونْ
وُلِد الضحى في الليل ..مبيضَّ العيونْ

أعمى ..يرى ما لا يُرى ،إذْ أنهُ
ما قُدَّ من طينٍ ،ولكنْ من ظنونْ

للناس في صبواتهمْ شأن الهوى
ولهُ بكُنهِ الكون والدنيا شؤونْ

صلّى بقدس الحرف سيّدَ منبرٍ
ووراءهُ الكلمات تسجد في سكونْ

ثمّ ارتقى حُجب السماء، وقال : منْ
أنصارُ غفراني ..فلبّى المؤمنونْ

بردان كان ، ولا خديجةَ في الحمى
والبابُ تحرسه العمائمُ والمنونْ

سيقاتلونكَ دون دينكَ يا أبي
وسيقتلون العقل فيكَ ..ويفعلونْ

فالعقلُ دينٌ لا يروق لمُظلمٍ
والحرُّ لا يرضى به وطن السجونْ

* * *

ربَّ البيوتِ النائماتِ على الطُّوى
إنْ هان بحرٌ ، غيم كفّكَ لا يهونْ

ما زلتَ تنتظمُ النفوس سحائباً
تهمي ، فتحيي ما تيبّسَ من غصونْ

أصلُ الكرامة ثابتٌ ،لكنّهمْ
سرقوا السماءَ ، ونظرةَ الأمل الحَرونْ

قطفوا الأكفَّ الطامحات إلى المدى
قالوا : النجومُ رجومُ من لا يهتدونْ

سحقتْ حوافرُ خيلهمْ هاماتنا
فتباركتْ خيل الطغاة ، وتُسحقونْ

يا أيها الورقُ المسافرُ في الخريفِ

ولا يضيءْ ..

يا أيها الآتون من مدنٍ ضبابْ ..

كذب اليبابْ

إنْ نحنُ سوّرنا الحناجر بالخناجرِ

لن نموتْ

ولنا البيوتُ

وما وراء العتم من فرح البيوتْ

ولنا بكرم الرفض رمّانٌ

وفي صبّارة اللاءاتِ توتْ ..

فامضوا إلى رُكنٍ عميقٍ في الوطنْ

وتمسّكوا بالسينِ

سوريّا العظيمةُ سوف تبتكر العواصفَ

ثمّ تقتلعُ المحنْ ..

هلكَ الوثنْ ..

والمُتعبونْ

لن يدفعوا للرعب – بعد اليوم – جزيتهُ

ولا همْ صاغرونْ

الصابئونَ عن الفراتِ غبارهمْ
معهمْ ، ونحن عظامنا من قاسيونْ

نحن احترفنا الياسمينَ ، دمشقُ عينُ
عواصم الدنيا ، ونحن لها جفونْ

تتوالدُ الأحقاد طاهرةً فتلقفُ
كلَّ ما صنعوا ، ولا همْ يُنقذونْ

العائمونَ على دماء الناس ، ها
تلدُ الدماءُ عواصفاً ..وستُغرقونْ

المارقونَ الفاسدونَ المفسدونْ
السارقونَ تراثَ أمّتنا ، ولألأة القرونْ

كلّ اللساناتِ التي قُطعتْ ستنبتُ
ثمّ من أجداث ظُلْمٍ ينسلونْ

هيَ نفخةٌ كبرى ..ويُجمعُ كلّهمْ
صفّاً أمام الشام لا يتكلّمونْ

إلا الذي زرع الشآمَ مواسماً
حمراءَ ، تؤتي أُكْلَها في كلّ حينْ

تُحنى الرقابُ ، وواقفٌ هو كالردى
إنْ قال : كنْ يا موتُ نرجسةً ، يكونْ

مستبشراً بالأرض تبعثُ نسغهُ
والمال زينتكمْ سيهلك ..والبنونْ

أحياء عند الله من قُتلوا فدىً
للشام ، والأحياءُ فيها ميّتونْ

* * *