كي يستمرَّ اللون - ياسر الأطرش

*إلى إبراهيم قعدوني‏
-----------
بنكهة الشعر والحياة..‏
وأمام مدرسة البناتْ‏
كنّا- ولسنا سيّئين- نهزُّ ورد القلبِ‏
فوق الشارع المشغوف بالخطواتِ‏
تحترق الرسائل في دفاترنا‏
وتذبلُ وردةٌ كنّا سنهديها‏
ونرجع يائسين إلى البيوتْ..‏
كنّا نعدُّ الحُلْم قبل الشاي‏
نفطر مرّتينِ‏
ونزرع الطرقات إيماناً بأنّا سوف نكبرْ..‏
والآن إبراهيمُ‏
ما زلنا نعدُّ الحُلْمَ.. لكن كي نموتْ‏
والآن.. خانتنا البراءةُ‏
-أيها الرجل الصغيرُ‏
وهكذا أدعوكَ مذ ضيّعتَ قلبكَ‏
في محطات الحنينْ..‏
فاعذرْ بلادكَ حين تنسى في يديك البردَ‏
لكنْ.. لا تمتْ في غير فصلكَ‏
إنني فيك انتحرتُ‏
فلا تكن اسمي‏
ستنكسر المرايا‏
غير أنّ وجوهنا تبقى‏
لأنّ البرتقال حقيقةٌ مثلي‏
وأنتَ.. ضمير هذا العشب‏
فابتكر الندى‏
كي يستمرَّ اللّونُ‏
أمكَ بانتظارك.. فاغتسل بحليبها‏
يا أيها الرجل الصغيرُ‏
دمي يردّدُ.. والصلاةُ‏
"وكان إبراهيم أمّةْ"‏