علّمنا البرد - ياسر الأطرش

صوتكِ في الليل قرى الأحلامِ‏
وعند الصبح نخيلْ..‏
عيناكِ الماءُ المعلنُ- بين الخوف وبين الصيف- جبالَ صهيلْ‏
شفتاكِ نبيذْ‏
طفلٌ بردانٌ يتفقّدُ أزرار المعطفِ‏
كم ضيَّعَ منها في النومِ‏
وكم سيضيّعُ بعد قليلْ..‏
* * *‏
يا هذا المتعلّقُ في طين ردائي‏
ما أطيب رائحة الأرض البكرِ‏
وما أغبى أرصفة الخمرِ‏
تفشَّتْ في رئتيكَ‏
فزدتَ على الجسد المُطفأ.. قنديلْ‏
* * *‏
صوتكِ في الليل أنا والليلُ‏
وأمي تبصق زينتها‏
فالدفءُ جميلٌ‏
وأبي بعد رحيل النصف الدافئ؛ نصف جميلْ!!‏
من يسمح لي بالنوم على ركبة أمّه؟‏
من يعصر من عينيَّ سراباً للفقراءْ..‏
النهر بعيدْ‏
والطفل يفتش عن قدميه الضائعتين بحزن الماءْ‏
والطفلة تنبتُ من تحت أظافر همّه‏
من يوقظ صحوي‏
من يتفيّأ بالجسد المنشور على حبل غسيلْ؟..‏
من يأخذ هذا الوعد رداءً لحبيبتهِ‏
ويقبّلها.. قبل صلاة الملحْ‏
الطفلة تجهل فتنتها.. والطفل صغيرْ‏
صوتكِ في الليل عواء الروح المثقلة بآثام الشوقْ‏
يا هذا الساكنُ فوق الفوقْ‏
علّمنا البردْ‏
من يدخل خصر حبيبته في الليلِ.. أميرْ‏