ادّعاء - ياسر الأقرع

وقلتِ ... أحبّكَ حدَّ الجنونِ
فأنتَ الوجود الذي صار لي

وها قد بعدنا .. وجُنَّ الغيابُ
وضاع الوجود ... ولم تسألي

أما كنتُ فيكِ مدائن سحرٍ
سؤالاً يقود إلى المذهل

أُبعثِر عمري في مقلتيكِ
وأسكب شعريَ كي تثملي

وأشكو إليك صقيع اغترابي
فلم تستفيقي ... ولم تعقلي

  

وحيداً ألملم أجزاء حزني
وأمضي هشيماً إلى منزلي

كأني احتمالُ لألف احتمالٍ
و دربٌ يقود إلى مقتلي

أُعدُّ حواراً ... وأبني اعتذاراً
وأتلو رسائل لم تُرسَلِ

وحين يُشيع الفراغ بروحي
بأنْ لن تعودي ولن تحفلي

أعلّق حزني وأغفو قليلاً
وأترك للحلم ما كان لي

أطوِّق صمت المكان بوهمٍ
وأزعم أنَّك لم ترحلي

  

كأنّا ادَّعينا الذي لم نكنهُ
وسرنا إلى وهجه المضلِلِ

و كنا نثرثر حلماً ... ونصحو
على كذبة الموعد المقبلِ

و كانت رؤانا انتظاراً مثيراً
فماتت بظلِّ الهوى المهملِ

وعَدّتِ بأنَّا سنبقى طويلاً
وعَدّتِ كثيراً ... ولم تفعلي

غريبين عدنا فما أنا منكِ
كما كنتُ يوماً ...ولا أنتِ لي

فعيشي لصمتكِ لا تذكريني
فزيف ادِّعائكِ لم يُكمل

دعيني أسير إلى غير مأوى
فما عاد حبّك كالأوّلِ