موكب ... لحرية الموت - ياسر الأقرع

جاءت أمريكا ياساده
ثعباناً ينفث أحقاده

فالغافل يغمض عينيه
والخائف ينظر ميعاده

جاءت من غفلة حاضرنا
تبتلع الماضي وأمجاده

عرب ..إسلام.. لا فرق
الكلّ يصنِّع أصفاده

فالقادم يدرك أنَّ له
في الزمن الفاضح .. عبّاده

سيُطاع بحقّ ولايته
والوالد يعرف أولاده

مـا نحن بخـير إنّ بنـا
صمتاً يقتلنا ... وبَلاَده

أين التاريخ و قـد كنّا
صنّاع الدهر .. وأسياده !؟

بِـْعنا التاريخ ... وقشرته
بِعْنا "أقصاه" و "بغداده"

في سـوق "البالة" بعناه
بـِْعنا قـادته وجياده

ولبسنا الـذّل ... تخنّثنا
وكسرنا السيف وحدّاده

ولماذا السيف وقد صرنا
أعـداء الـعزِّ وزُهَّـاده !؟

لـو أنّا لم نقطع يـوماً
ألسنة الماضـي .. وجهاده

لانتفـض الآن بـرمّته
وأتى كـي يلعن أحفاده

جاءت أمريكا .. ولم يبقَ
في الأفْقِ مجال ياساده

جاءت بالموت تحررنا
وتكرّر خدعة طرواده

لا فرق لديها وقد زحفت
ما بين شعوب وقياده

ما خلف الباب تخبّئه
أمرٌ لا ندرك أبعـاده

غضب الإعصار سيجرفنا
يوحي بدمار وإباده

فتعال معي .. الموت هنا
نبع لا يـرحم ورّاده

واحمل بيمينك لي قدراً
فكلانا وجود وإراده

والوطن الكنّا قتلناه
لا شكَّ ..سنعلن ميلاده