خبِّرينـي - عبد السلام بركات زريق

خبّريني أيُّها الصُّوَرُ
كيف يلهو عندك النَّظرُ ؟

من شعاعِ العينِ يرسلُها
في فضاءٍ ما له أُطُرُ

خِّبريني أيُّ ذاكرةٍ
حُسنَ هذا الكون تختصرُ!

كيف ياعصفورتي نزفتْ
من جراحي أنجمٌ زهرُ!

إنَّهُ وهميكِ عاصفةٌ
في سراب العمر لا تَذَرُ

شرَّدتني فيكِ أغنيةٌ
صاغها من لحنهِ المطرُ

أنشديني الحبَّ قافيةً
ما لها نايٌ ولا وترُ

علِّميني كيف أُنْشِدُها
وربيعُ العمرِ يُحتَضَرُ

أنتِ يا عصفورتي قدرٌ
وأنا في وَحدتي قَدَرُ

جمعتنا الشمسُ في يدِها
شمعةً في الحبِّ تنصهرُ

شردتْ في الأفْقِ أمنيةٌ
والأماني عظمُها نَخِرُ

أسرابٌ أنتَ يا زمني
أم رمادٌ أنتَ يا قمرُ؟

عيشةٌ والحُلْمُ مستتِرٌ
ما لها في مهجتي أثرُ

خبِّريني عنه سيدتي
لو بيومٍ جاءَكِ الخبرُ

ذكرياتي مسَّها ألمٌ
من لهيبِ الشمسِ يستعرُ

كلَّما لامستُ وجنتَها
أحرقتني في الهوى الفِكَرُ

إنَّهُ حزني وأعرفهُ
بسرابِ الشكِّ يأتزرُ

فسُعودي أنجمٌ عَمِيَتْ
ونحوسي كلُّها نظرُ

وحياتي ملؤُها شجَنٌ
ووجودي حفَّهُ الحذرُ

وارتحالي كلُّه عَبَثٌ
ومكوثي كلُّه سفرُ

أمنياتي لونُها خضِرٌ
وطريقي وجهُهُ أشِرُ

كلَّما ساقيتُ أمنيةً
راحَ وجهُ الجَدْبِ يعتذرُ

لو لِمَيْتٍ أخصبت لَسَعى
رغمَ أنفِ القبرِ ينتشرُ

وأنا والحزنُ يعرفني
ليس إلا الموتَ أنتظرُ

وشراعي كسَّرتْهُ رؤىً
بمواني ما بها بشرُ

إنه عمري أسىً وضنىً
أنتِ في ظلمائه قمرُ

حبَّذا قلبي وأنتِ بهِ
يا حياتي البَدْءُ والخبرُ

صبِّريني واصبري فغداً
ربَّما يُجزى الألى صبروا

أيُّهذا المدَّعي أملاً
والدَّواهي ما لها نُذُرُ

إنَّه حُلْمٌ يؤرِّقني
أنقذيني منه يا فِكَرُ!

3/1/2009