الموعد الأخير - عبد السلام بركات زريق

الموعدُ الآتي قريبْ
فأنا نسيتُ هناك شيئاً ضاع مني
وبحثتُ عنه ولم أجـدْهُ ..
وتهتُ عنه وتاه عني
قلبي هناك نسيتُهُ
في يوم موعدِنا الأخيرْ
بين الشواطئ والظلالِ..
وفي الرمـالْ
أو بيـن هاتيك الروابي والتِّلالْ
ضيَّعتُ قلبي ... قد يكون بدون قصد ضاع مني
أو ربما ملَّ الصبابةَ والمواجعَ والتمنِّي
أو ربمـا وجدَ السبيلَ إلى الفضاء ففرَّ مني
يا ليتني حذَّرْتُـهُ
في يوم موعدِنا الأخيرْ
ألا يشرِّقَ أو يغرِّبَ أو يرفرفَ أو يطيرْ
يا ليتني أنذرتُهُ
أنَّ التَّشرُّدَ لا يَليقُ ..
وأنَّهُ طفلٌ صغيرْ
يا ربِّ ما هذا المصيرْ ؟
في يوم موعدنا الأخيرْ
لو تبحثين فربَّما تحت الغطاء أو السريرْ
أو في ثنيَّات الرداءِ ..
ونَهْدُكِ البضُّ الغريرْ
جرحٌ هناك من الصبابة يستجيرْ
جرحٌ ويعثرُ في خطاهْ
جرحٌ ضريرٌ كيف يرشده عَماهْ ؟
دامٍ يئنُّ فألبسيه إذا وجدتِ من الحريرْ !
وضعيه في اليمِّ الكبيرْ !
وضعي بيمناه عصاهُ ..
لعلَّه صوبي يسيرْ
ولعلَّ نورَ هواكِ يُشرقُ في رؤاهْ
في يوم موعدنا الأخيرْ
26/1/2009