حذاء وبلاط - هلال الفارع

حذاء.. وبلاط ..!!
( إلى شهداء جنين .. أسطورة الشهادة)
أَبْكي عليْكِ يا جِنينْ
يا طِفْلَةً مَشْدُوهَةً ،
تَبْحَثُ في أَنْقاضِنا عنْ حُلْمِها الْحَزينْ
وعنْ حَقيبَةٍ ،
مليئَةٍ بِنَكْهَةِ الْحُقولِ والْحَنينْ.
تَبْحَثُ عَنْ حِذائِها الرَّخيصِ في بَلاطِنا الثَّمينْ
وعنْ شَقيقَةٍ لها مَذْبوحَةٍ ،
كانتْ تُسَمَّى حارَةً لِلْياسَمينْ .
أَبْكي دُموعًا تارَةً ،
وَتارَةً أَبْكي دَمًا على ثُغائِنا الْمُهِينْ
وليسَ في الإِمْكانِ – يا شَهيدَتي –
سِوى الْبُكاءِ والأَنينْ
وَحَفْنَةٍ مِنَ الطَّحينْ
جادَتْ بِها – مَشْكورَةً –
أَيْدي عَواصِمِ الرِّباطِ مِنْ خُوائِها السَّمينْ
وليسَ غَيْرُ ما رَسَا مِنَ الأَسى
على شِفاهِ الغاضِبينْ .
أَبْكي عَلَيْكِ إِنَّما ،
لا بُدَّ أَنْ يَبْكوا جَميعُهُمْ
- كَما بَكَيْتُ - يا جِنينْ
لأَنني أَبْكي وفي يَدي ...
تَلُوبُ شَفْرَةُ السِّكِّينْ !!